في حي الزيتون بالقاهرة، كانت مدرسة الإعدادية مكانًا اعتياديًا لعدد من الطلاب الذين بدأوا يومهم بحماس. كان اليوم يبدو عاديًا مثل أي يوم آخر، لكن لا أحد كان يعلم أن حادثة ستغير حياة اثنين من الطلاب في لحظة واحدة.
كانت هناك طالبتان في الصف الأول الإعدادي، واحدة تدعى “منة” والأخرى تُدعى “هالة”. منة كانت طالبة هادئة، لا تحب الصراع أو التدخل في مشاكل الآخرين. بينما كانت هالة، التي كانت تحب جذب الانتباه، تتعامل مع زملائها بطريقة ساخره، وتكثر من السخرية والتهكم على بعض الفتيات في المدرسة.
في أحد الأيام، خرجت منة مع زميلاتها في فترة الاستراحة للحديث في ساحة المدرسة، وعندما مرّت بجانب هالة، قامت الأخيرة بتوجيه كلمات قاسية نحو منة، مما جعلها تشعر بالإهانة. لم تكن منة قد اعتادت على هذا النوع من السخرية، فصمتت في البداية، ثم ردت بشكل هادئ معلنة استيائها.
لكن هالة لم تكن لتقبل الرد بهدوء. لقد شعرت بالغضب من موقف منة، وأطلقت سلسلة من الكلمات الجارحة التي أغضبت منة بشكل كبير. مع تصاعد التوتر، بدأ الطلاب في التجمّع حول الفتاتين ليشاهدوا ما يحدث، حتى تحولت الكلمة إلى شجار عاطفي.
في تلك اللحظة، كان الحقد يغلي في قلب هالة. فلم تجد وسيلة للتعبير عن غضبها سوى العنف. كانت هناك قطعة من الزجاج مكسورة على الأرض، فالتقطتها في لحظة من الانفعال، واندفعت نحو وجه منة، وسددت لها طعنة عنيفة. تألمت منة بشدة وانهارت على الأرض، والدماء تتدفق من وجهها، بينما كانت هالة تقف في حالة من الصدمة، غير مدركة لما فعلته.
كانت الصدمة شديدة على الجميع. الطلاب الذين كانوا يراقبون المشهد ظلوا صامتين، بينما بدأ أحدهم يركض لطلب المساعدة. تم نقل منة إلى المستشفى على الفور، حيث احتاجت إلى 40 غرزة جراحية لإغلاق الجرح في وجهها. كانت منة في حالة حرجة، ولكنها نجت من الحادث.
في الوقت نفسه، تلقت الشرطة بلاغًا من المستشفى يفيد بإصابة الطالبة بجرح طعني، فانتقلت على الفور للتحقيق. من خلال التحقيقات، تبين أن الخلاف بين الطالبتين بدأ بسبب سخرية هالة من منة، وأن المشادة تطورت بشكل مروع. وفي النهاية، تم القبض على هالة، ووجهت لها تهمًا بالاعتداء الجسدي.