شهدت منصات التواصل الاجتماعي ضجة واسعة وغير مسبوقة، إثر انتشار مقطع فيديو من مقابلة تلفزيونية لـأم عراقية بصحبة ابنتها الصغيرة. بدأت القصة عندما وجهت المذيعة سؤالاً للأم عن الطفلة الجالسة بجوارها، فكان الرد مفاجئاً ومثيراً للجدل: الأم ابتسمت بسخرية واستخدمت كلمة “جلحة”، وهي تعبير شعبي عراقي يعني “قبيحة”، قبل أن تقوم بدفع الطفلة بعيداً عن الكاميرا.
كلمة “جلحة” تثير جدلاً واسعاً: الأم العراقية في مرمى الانتقادات
انتشرت مقاطع الفيديو كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى سيل من التغريدات والتعليقات المستنكرة. أدان الكثيرون هذا التصرف، معتبرين إياه تنمراً مباشراً وعلنياً على الطفلة أمام آلاف المشاهدين، وتساءلوا عن الضرر النفسي العميق الذي قد يلحق بها في هذه السن المبكرة. في خضم هذا الجدل، انقسم الرأي العام بين مستنكر بشدة ومتفهم للموقف، بينما ارتفعت أصوات تدعو إلى دعم الطفلة نفسياً والابتعاد عن التشهير بها.
الطفلة رندة تكسر الصمت: هل كانت “جلحة” مجرد مزحة عائلية؟
لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما ظهرت الطفلة “رندة” بنفسها في فيديو جديد، لتدافع فيه عن والدتها وتوضح أن كلمة “جلحة” كانت مجرد تعبير عن المداعبة والمزاح العائلي المعتاد في المنزل، ولم تقصد بها الإساءة إطلاقاً. وأضافت رندة أن والدتها لم تكن تنوي إهانتها، بل إن عدم رغبتها في الظهور أمام الكاميرا كان لأسباب خاصة بها. هذا التوضيح غير مجرى القصة تماماً، ودعا الكثيرين إلى إعادة تقييم الأحكام السريعة والمسبقة على المحتوى المنتشر عبر الإنترنت.
شائعات السوشيال ميديا: عندما يتحول المزاح إلى أزمة عامة
تسلط هذه الحادثة الضوء على ظاهرة متكررة في عالم التواصل الرقمي: انتزاع المقاطع أو العبارات من سياقها الأصلي. هذا الانتزاع غالباً ما يقود إلى ردود فعل مبالغ فيها وسوء فهم كبير، فيتحول المزاح العائلي أو المواقف الخاصة إلى جدل عام غير مبرر بمجرد نشرها على نطاق واسع وتداولها خارج إطارها الطبيعي.
تجاوزت هذه الواقعة كونها مجرد حدث عابر، لتفتح نقاشاً أعمق حول كيفية التعامل مع الأطفال، سواء داخل البيوت أو أمام عدسات وسائل التواصل الاجتماعي. كما أكدت على الأهمية القصوى لتعزيز الوعي الأسري بـأثر الكلمات على نفسية الطفل، خاصة في هذا العصر الرقمي الذي تزداد فيه المشاهد المنتشرة عبر الإنترنت قوة وتأثيراً هائلاً على وعي الجمهور ورأيه العام.