يعتبر الغش آفة خطيرة تهدد استقرار الأسواق وتزعزع ثقة المستهلكين، فهو يتجاوز مجرد خداع بسيط ليصبح مشكلة أخلاقية تمس سلامة المنتجات ومصداقية البائعين، خاصة عندما تأتي من مصدر يُفترض أن يكون موثوقًا. في هذا السياق، تصاعدت مؤخرًا قضية الغش في بيع الدواجن، بعدما كشف تاجر دجاج، في مقطع فيديو أثار جدلاً واسعًا، عن حيلة مضللة لزيادة أسعار أوراك الدجاج والبانيه عبر غسلهما بالماء.
صدمة للمستهلكين: هكذا يتم الغش في بيع أوراك الدجاج والبانيه
قام أحد تجار الدجاج بنشر فيديو على صفحته الرسمية، شرح فيه تفاصيل صادمة لطريقة زيادة وزن أوراك الدجاج بمجرد غسلها بالماء. وأظهر الفيديو كيف أن سعر الورك الواحد، الذي كان يبلغ 15 جنيهًا و20 قرشًا قبل الغسل، قفز ليصبح 20 جنيهًا و60 قرشًا بعد العملية، أي بزيادة قدرها 5 جنيهات كاملة لهذه الحيلة البسيطة. لم يتوقف الأمر عند الأوراك، فقد أوضح التاجر نفسه، في فيديو آخر، أن هذه الطريقة تنطبق أيضًا على الدجاج الكامل والبانيه، مؤكدًا أن وزنها يرتفع بشكل ملحوظ بعد الغسل الجيد بالماء، مما يؤدي إلى رفع سعر البيع المعلن بطريقة غير قانونية وغير أخلاقية. وعلى الرغم من الشكوك التي طالت مصداقية الفيديو حول تغيير الأوراك، إلا أن التاجر أصر على أن العملية واضحة، مشيرًا إلى أن بعض التجار يتركون الدجاج في الماء لفترات أطول لضمان زيادة أكبر في الوزن.
الغش في الدواجن: انعكاسات خطيرة على صحة المستهلكين والسوق
لا يقتصر تأثير الغش في بيع الدواجن على تكبيد المستهلكين مبالغ إضافية مقابل منتجات لا تتوافق مع معايير الجودة والوزن المعلن فحسب، بل يمتد ليشكل تهديدًا صحيًا مباشرًا، فغسل الدجاج بهذه الطريقة قد يؤثر على سلامته الغذائية. هذه الممارسات المشبوهة لا تضر بالمنافسة الشريفة بين البائعين فحسب، بل تهدم جسور الثقة بين المستهلكين والتجار، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً وحاسمًا من الجهات الرقابية. استمرار مثل هذه السلوكيات يعكس تدهورًا خطيرًا في القيم الأخلاقية والضمير المهني، الأمر الذي يؤكد على ضرورة زيادة الوعي العام وتطبيق العقوبات الرادعة على كل من يتورط في هذه الأعمال المضللة، وذلك بهدف ضمان سوق تجارية عادلة وآمنة للجميع.