شهدت أروقة الحرم المكي الشريف اليوم السبت، تدفقًا هائلاً من الحجاج الكرام نحو صحن المطاف، في أول أيام التشريق المباركة. يؤدي ضيوف الرحمن اليوم طواف الإفاضة في بيت الله الحرام، وسط أجواء إيمانية غامرة وتنسيق عالٍ يعكس الجهود الكبيرة والتنظيم الدقيق الذي يسهم في تيسير أداء مناسك الحج بكل طمأنينة وخشوع.
تتميز حركة الحجيج في صحن الطواف بانسيابية ويسر ملحوظين، بفضل منظومة متكاملة من الخدمات الميدانية المتاحة. تشمل هذه الخدمات التنظيم الأمني المحكم، والإرشاد المستمر، وتوفير كافة وسائل الراحة، لضمان أداء الركن الأعظم من مناسك الحج بأقصى درجات اليسر والسهولة.
يوم القر.. راحة وطمأنينة بعد يوم النحر
استقبل حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت، الموافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة، أول أيام التشريق، والذي يُعرف باسم “يوم القر”. يقضي الحجاج هذا اليوم على صعيد منى، وقد غمرتهم مشاعر الفرح والشكر لله تعالى على ما أنعم به عليهم من إتمام مناسك الحج.
سُمّي “يوم القر” بهذا الاسم لأن الحجيج يستقرون ويسكنون فيه بـ مشعر منى، لينالوا قسطًا من الراحة بعد أداء أعمال يوم النحر الشاقة. تشمل أعمال يوم النحر رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وذبح الهدي لمن كان عليه ذلك، بالإضافة إلى طواف الإفاضة. يتمتع هذا اليوم بفضل عظيم، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ”.
رمي الجمرات وأيام المبيت في منى
يقوم ضيوف الرحمن في “يوم القر” بـ رمي الجمرات الثلاث، بدءًا بـ الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، وانتهاءً بـ جمرة العقبة الكبرى، وذلك بعد أن قاموا برمي جمرة العقبة وحدها يوم أمس.
يقضي الحجاج في مشعر منى ليالي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة. ويمكن لمن أراد التعجل أن يكتفي بليلتين فقط (الحادي عشر والثاني عشر)، ثم يغادر منى قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر.