شهد مسجد نمرة اليوم استعدادات مكثفة لاستقبال مئات الآلاف من الحجاج القادمين من مشعر عرفات الطاهر، لأداء شعيرتي صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وذلك اتباعًا لسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد تابع “مانشيت” هذه الاستعدادات عبر بث مباشر، كاشفًا عن مستوى رفيع من التنظيم وخطة متكاملة للخدمات والأمن لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن.
مسجد نمرة: محطة إيمانية تاريخية في يوم عرفة
اكتسى المسجد العريق، الذي يقع في الجهة الغربية من عرفات، حلة من الجلال والسكينة، مستعدًا لاستقبال أعداد هائلة من الحجاج. وقد بدأ توافد الحجاج منذ ساعات الصباح الباكر، حرصًا منهم على حجز أماكنهم داخل هذا المعلم الإسلامي التاريخي، الذي يحظى بمكانة فريدة في قلوب المسلمين، باعتباره نقطة محورية ضمن شعائر الحج في يوم عرفة المبارك.
جهود مكثفة لتنظيم وخدمة الحجاج في مسجد نمرة
تولت الجهات المختصة مهام تنظيم الحشود بكفاءة عالية داخل المسجد وساحاته الخارجية الواسعة. وانتشرت فرق التوجيه والإرشاد بفاعلية، إلى جانب عناصر الأمن والدفاع المدني، مما عكس جهودًا جبارة وملموسة لضمان راحة وسلامة الحجاج. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تخصيص ممرات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، مع توفير خدمات التبريد والمياه بكثرة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، مما أسهم في تهيئة بيئة مريحة للحجاج.
مشهد روحاني يسبق خطبة عرفة
قبل رفع الأذان، علت أصوات الحجيج بالتكبير والدعاء، وامتزجت مشاعر الخشوع بالرهبة في هذا اليوم الفضيل الذي ينتظره المسلمون حول العالم. ومع لحظة دخول الخطيب لإلقاء خطبة عرفة التاريخية، عم الصمت والسكينة أرجاء المكان، ترقبًا لكلمات تحمل في طياتها العبر والمواعظ، وتلامس القلوب، وتبث الأمل والرحمة في نفوس الحاضرين.
في مسجد نمرة، تتلاقى القلوب وتتوحد الأصوات، في مشهد إيماني عظيم يجسد بوضوح وحدة المسلمين واجتماعهم على كلمة الحق. يقف الحجاج بين يدي الله، متضرعين بقلوب خاشعة في أعظم أيام الدنيا، يوم يفيض فيه الرحمة والمغفرة.