وبينما يرى البعض ضرورة الحد من ظاهرة هجرة الأطباء ومحاولة توفير بيئة عمل آمنة لهم وإيجاد حلول لكل المصاعب التي يواجهونها، يرى آخرون ضرورة إفساح المجال للأطباء للسفر للخارج لاكتساب المزيد من الخبرات، ويعتبرون أن هجرتهم استثمار حقيقي وإضافة للاقتصاد المصري.
مقترح برلماني بمنع سفر الأطباء
وقال النائب في البرلمان المصري رفعت شكيب إن هناك عجزا في الكوادر الطبية بالمستشفيات الحكومية في مصر، وأن هجرة الأطباء ستزيد هذا العجز، مشيرا إلى أنه يقترح إلزام الأطباء بالعمل داخل مصر لمدة تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات بعد التكليف قبل السماح لهم بالسفر.
وأضاف في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق مبادرة حياة كريمة التي تم خلالها إنشاء الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية في قرى مصر، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتم تشغيل هذه المستشفيات خلال العام الجاري، وأنه في حال استمرار هجرة الأطباء للخارج فلن تجد هذه المراكز الصحية من يقوم بتشغيلها وإدارتها.
وأوضح أن أعدادا هائلة من الأطباء يتخرجون سنويا، ورغم ذلك نجد عجزا في الأطباء بالمستشفيات، مبينا أنه من غير المعقول أن يكون لدى مصر هذا الكم من الأطباء وتقوم باستقدام أطباء من الخارج، مؤكدا أن تعديل رواتب الكوادر الطبية أصبح ضرورة ملحة.
أسباب هجرة الأطباء
من جانبه قال نقيب الأطباء المصريين أسامة عبد الحي إن أسباب هجرة الأطباء واضحة ومعروفة للجميع، وهي ضعف الرواتب، وبيئة العمل غير الآمنة، والاعتداءات المتكررة على الأطباء في أقسام الطوارئ، موضحا أن الأطباء يعملون في ظروف شاقة، حيث يصل عدد نوبات العمل إلى 17 نوبة شهرياً، كل واحدة تمتد 24 ساعة.
وطالب بتحسين رواتب الأطباء، كما شدد على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وتقليل الاعتداءات على الأطقم الطبية، وضرورة العمل على زيادة عوامل الجذب ومنع الهجرة، محذرا من أن استمرار هذا النزيف سيؤدي إلى فقدان مصر لعقولها الطبية الشابة.
الحكومة ترى هجرة الأطباء “شيء مشرف”
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، قد أكد أن كليات الطب كانت تُخرج 9 آلاف طالب، وأنه بعد التوجيه بزيادة الكليات ومضاعفة أعداد خريجيها أصبحت تُخرج 15 ألف طالب حاليا، وبعد نحو 6 سنوات سيصبح عدد الخريجين 29 ألف طبيب سنويا، موضحا أن خروج الأطباء للعمل بالخارج شيء جيد ومشرف.
أشار إلى أنه ليس لديه مشكلة لو هاجر 10 آلاف طبيب، لافتا إلى أن هذا الأمر من مصلحة الدولة سواء بكسب الخبرات أو جلب العملة الصعبة لمصر.