حين تتكلم الأرقام.. يصمت التاريخ، فـ ريال مدريد، النادي الذي اعتاد كتابة المجد في ليالي الأبطال، وجد نفسه هذا الموسم أمام مرآة قاسية تعكس وجهًا لم يألفه أنصاره: وجه الانكسار.
من معقل الهيبة إلى دهاليز الأرقام السلبية، ومن عرش أوروبا إلى واقع يفرض مراجعة شاملة، جاءت نسخة 2024/25 من دوري أبطال أوروبا لتكون فصلًا استثنائيًا، ولكن لا كما اعتاد عشاق الملكي.
في موسم كُتب بسطور الخيبة، لم تكن الهزائم مجرد نتائج، بل رسائل صارخة تُنذر بتحولات كبرى في حاضر ومستقبل أكثر الأندية تتويجًا بلقب دوري الأبطال.
حيث شهد موسم 2024/25 من دوري أبطال أوروبا واحدة من أسوأ المشاركات القارية في تاريخ نادي ريال مدريد، بعد خروجه من البطولة بنتائج وأرقام غير مسبوقة، عكست تراجعًا كبيرًا في أداء الفريق، رغم تاريخه العريق في المسابقة.
(المصدر Gettyimages)
خروج تاريخي على يد الإنجليز
للمرة الأولى في تاريخ ريال مدريد، يغادر النادي دوري أبطال أوروبا في آخر أربع مشاركات لم يتوج فيها باللقب على يد ثلاثة أندية مختلفة من نفس الدولة:
الفريق | الموسم |
مانشستر سيتي | 19/20 |
تشيلسي | 20/21 |
مانشستر سيتي | 22/23 |
أرسنال | 24/25 |
هذا السجل السلبي أمام الأندية الإنجليزية يثير العديد من التساؤلات حول مدى قدرة الفريق على مجاراة الفرق الكبرى في البريميرليج، التي أثبتت تفوقها التكتيكي والبدني في مواجهات حاسمة.
أنشيلوتي يفشل لأول مرة في بلوغ نصف النهائي
تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فشل ريال مدريد في الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة، في انتكاسة كبيرة لمشواره المميز مع الفريق، والذي شهد تحقيق اللقب في أكثر من مناسبة.
وتعد هذه الخيبة محطة فاصلة في مسيرة أنشيلوتي مع النادي، الذي اعتاد جماهيره على الحضور الدائم في الأدوار المتقدمة.
في الوقت ذاته ارتبط كارلو أنشيلوتي بالرحيل عن ريال مدريد خلال الفترة المقبلة في الوقت الذي ارتبط فيه الإيطالي بتدريب منتخب البرازيل.
ويراجع ريال مدريد في الوقت الحالي في جدول ترتيب الدوري الإسباني خلف نادي برشلونة بفارق أربع نقاط، كما الأمر الذي يجعل النادي الملكي قاب قوسين أو أدنى من الخروج بموسم صفري حال الهزيمة أمام نظيره الكتالوني في نهائي كأس ملك إسبانيا.
🔌 VAMOS 🔌 pic.twitter.com/14A1NjDQXt
— Real Madrid C.F. 🇬🇧🇺🇸 (@realmadriden) April 16, 2025
رقم سلبي غير مسبوق في عدد الهزائم
وتكبد ريال مدريد 6 هزائم في نسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا، في سابقة لم يشهدها تاريخ النادي منذ تأسيسه.
وتجاوز الفريق بذلك الرقم السلبي السابق البالغ 5 هزائم في موسم 2000/01، في إشارة واضحة إلى التراجع الكبير في الأداء القاري للفريق.
وللمرة الثانية فقط خلال آخر 15 موسمًا، يغيب كل من ريال مدريد وبايرن ميونخ عن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعكس تغير موازين القوى في القارة العجوز، مع بروز أسماء جديدة واستعادة فرق تاريخية لعافيتها.
سقوط مزدوج أمام فريق واحد
منذ الخروج أمام مانشستر سيتي في دور الـ16 من موسم 2019/20، لم يخسر ريال مدريد مواجهتي الذهاب والإياب أمام نفس الفريق في البطولة، حتى تكرر الأمر هذا الموسم، حيث تلقى هزيمتين أمام آرسنال، ما يؤكد على هشاشة المنظومة الدفاعية وافتقاد الفريق للثبات في المحطات الحاسمة.