موقع الدفاع العربي 16 أبريل 2025: وفقًا لتصريح أدلى به السفير المصري في كوريا الجنوبية، خالد عبد الرحمن، فإن القاهرة على وشك إبرام صفقة مع سيول للحصول على ما يصل إلى 100 طائرة FA-50 قتالية خفيفة. ومن المتوقع أن تتضمن الاتفاقية أيضًا نقلًا للتكنولوجيا.
وقد صرّح مسؤول في شركة “كوريا لصناعات الفضاء” (KAI)، المصنعة للطائرة، بأن هذه الصفقة “ستُسهم في تطوير صناعة الطيران المصرية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية عبر إفريقيا والشرق الأوسط”.
وتتشابه هذه الطائرة بنسبة 70٪ مع الطائرة الأمريكية الشهيرة إف-16 من شركة “لوكهيد مارتن”، ومن المرجح أن تحل محل طائرات “ألفا جت” وطائرات التدريب K-8E القديمة. ووفقًا لمحللين في قطاع الصناعة، قد تبدأ مصر بطلب دفعة أولى من 36 طائرة، تُقدّر قيمتها بحوالي مليار دولار، على أن تتبعها دفعات أخرى لاحقًا. وإذا ما قررت القاهرة اقتناء 100 طائرة كاملة، فمن المتوقع أن يتم تصنيع نحو 70 منها محليًا في مدينة حلوان، بعد أن وقّعت شركة KAI اتفاقًا في أوائل عام 2023 مع الهيئة العربية للتصنيع، وهي شركة مصرية مملوكة للدولة.
ولا تقتصر مجالات التعاون العسكري بين كوريا الجنوبية ومصر على هذه الصفقة فقط. ففي عام 2016، وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الكوري الجنوبي آنذاك مون جاي-إن، اتفاقية شاملة لتعزيز التعاون العسكري والتجاري بين البلدين. وقد تمخض عن ذلك إهداء كوريا الجنوبية لمصر فرقاطة من طراز “بوهانغ” في عام 2017، بالإضافة إلى صفقة بقيمة 1.66 مليار دولار في عام 2023، تضمنت شراء نحو 216 مدفعًا ذاتي الحركة من طراز K9 من شركة “هانوا”، وعدد غير مُعلن من مركبات تزويد الذخيرة K10، و51 مركبة K11 مخصصة لتوجيه نيران المدفعية.
ويُصادف عام 2025 الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وسيول، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. ويعتبر بعض المسؤولين المصريين أن مسار التنمية الكوري الجنوبي منذ نهاية الحرب الكورية في عام 1953 يُعد نموذجًا يُحتذى به. وعلى الجانب الكوري، تُنظر إلى مصر كفرصة استثمارية واعدة للشركات الكورية، فضلًا عن كونها بوابة مهمة إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فعلى سبيل المثال، فازت شركة “كوريا للطاقة النووية والمائية” في أغسطس 2022 بعقد بقيمة 2.25 مليار دولار إلى جانب شركة تابعة لـ”روسآتوم” الروسية لبناء أول محطة نووية مصرية في الضبعة. كما حصلت شركة “سامسونغ” في أغسطس 2023 على “الرخصة الذهبية” لبناء مصنع في بني سويف.