تداولت بعض الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية أنباءً مفادها إقالة وزير التربية والتعليم المصري، وذلك بعد حادث وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية في محافظة المنوفية. وقد أثار البيان العاجل الذي تم تداوله على “فيس بوك” حول إقالة وزير التعليم الكثير من الجدل والتساؤلات حول صحة هذه الأنباء.
تفاصيل الواقعة التي فجرت الجدل
تعود القصة إلى زيارة مفاجئة قام بها وزير التعليم، الدكتور رضا حجازي، إلى إحدى المدارس التابعة لإدارة الباجور التعليمية في محافظة المنوفية. في أثناء الزيارة، تعرض مدير الإدارة التعليمية لضغط نفسي شديد جراء ما وصفه البعض بـ”التعدي اللفظي” من الوزير أمام الموظفين. حسبما ورد في البيان العاجل الذي أرسله النائب هاني خضر إلى مجلس النواب، فقد تدهورت حالة مدير إدارة الباجور الصحية بعد هذه الزيارة المفاجئة، مما أدى إلى وفاته.
وفي وقت لاحق، نشر العديد من أولياء الأمور والطلاب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تطرقت إلى الواقعة، ما أثار تساؤلات حول مصير الوزير، وفيما إذا كانت قد تمت إقالته نتيجة لتلك الفاجعة.
البيان العاجل والجدل المثار حوله
النائب هاني خضر، عضو مجلس النواب، تقدم ببيان عاجل إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، على خلفية وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية. وقال خضر في بيانه إن الوفاة جاءت نتيجة للضغط النفسي الذي تعرض له مدير الإدارة أثناء الزيارة المفاجئة من الوزير ونائبه. وأشار البيان إلى أن الوزير قد أظهر سلوكًا غير لائق خلال الزيارة، متسببًا في “تدهور الحالة النفسية” للراحل.
من جهة أخرى، شدد النائب على أن البيان الرسمي الصادر من وزارة التربية والتعليم بعد الزيارة لم يكن دقيقًا، حيث ذكر أن الوزير أبدى سعادته بالزيارة وحرص على تكريم الراحل، وهو ما تناقض مع تصريحات وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية.
الانتقادات التي طالت وزير التعليم
حظي وزير التعليم بانتقادات حادة من بعض أعضاء البرلمان والجمهور بعد الحادثة، إذ وجه النائب هاني خضر انتقادًا شديدًا لأداء الوزير، معتبرًا أنه أصبح نموذجًا سيئًا لا يصلح لقيادة المنظومة التعليمية في مصر. وطالب بمناقشة البيان العاجل في الجلسة العامة للبرلمان للتحقيق في ملابسات الحادث، محملاً الوزير المسؤولية عن الحادثة.
حقيقة إقالة وزير التعليم
فيما يخص التساؤلات حول إقالة وزير التعليم، فقد تبين أن الأنباء التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول إقالة الوزير لا أساس لها من الصحة. حتى اللحظة، لم تصدر أي بيانات رسمية تؤكد إقالة الوزير، وكل ما في الأمر هو البيان العاجل المقدم من النائب هاني خضر إلى مجلس النواب، والذي يطالب بالتحقيق في الواقعة.
وعليه، فإن الأخبار التي انتشرت حول إقالة وزير التعليم كانت نتيجة لسوء الفهم، خاصة مع تزامن الحادثة مع التوجهات الإعلامية التي تتناول الأحداث في قطاع التعليم.
خلاصة القول
في الوقت الذي تستمر فيه الأنباء المتعلقة بإقالة وزير التعليم، تظل حقيقة ما حدث في إدارة الباجور التعليمية قيد التحقيق. وتعتبر هذه الواقعة أحد أكبر التحديات التي يواجهها وزير التعليم في الفترة الأخيرة، مما يتطلب مزيدًا من الشفافية والمحاسبة في كل ما يتعلق بالقطاع التعليمي. لذلك، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة بالنسبة لمستقبل الوزير، وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية.