أكد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد أن المنطقة تشهد حاليًا تصعيدًا هو جزء من مخطط إسرائيلي أمريكي واسع النطاق يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط. وأشاد الجلاد بالرؤية الاستراتيجية للقيادة المصرية، مؤكدًا أن تطوير القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح يعززان مكانة مصر كقوة رادعة رئيسية في المشهد الإقليمي المعقد.
مخطط إسرائيلي أمريكي لإعادة تشكيل المنطقة
كشف الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، خلال حواره مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج “آخر النهار”، أن ما تشهده المنطقة ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لاستراتيجية كبرى. وتهدف هذه الاستراتيجية المشتركة بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي إلى إعادة تشكيل شاملة لخريطة القوى والنفوذ في الشرق الأوسط.
وأضاف الجلاد أن اليمين الإسرائيلي الحاكم يحظى بدعم أمريكي قوي، لضمان فرض هيمنة تل أبيب الكاملة على المنطقة بأسرها. ويأتي هذا الدعم ضمن سياق الأهداف طويلة المدى التي يسعى الطرفان لتحقيقها في المشهد الإقليمي المتغير.
تباين رؤية ترامب ودور مصر الإقليمي
أشار مجدي الجلاد إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ولايته الثانية، تبنت خطابًا أكثر تشدداً وعنفاً. وتجلى هذا التوجه في التصعيد الأخير ضد إيران، بالإضافة إلى تأجيج الصراع في قطاع غزة، مما فاقم من حدة التوترات الإقليمية بشكل ملحوظ. وتابع أن الوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية بحل الأزمات، تحولت إلى تصعيد غير مسبوق في كل الجبهات، مما أثر سلبًا على استقرار المنطقة.
على جانب آخر، أشاد الجلاد بالرؤية الاستراتيجية الحكيمة للقيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. فقد قامت مصر بتطوير غير مسبوق لقواتها المسلحة، مع تنويع مصادر السلاح لضمان عدم الخضوع لأي ضغوط خارجية. وتعكس هذه الخطوات قراءة مصرية ذكية ومستنيرة للمشهد الإقليمي المضطرب، والذي كان متوقعًا منذ سنوات عديدة، مما يؤكد بعد نظر القيادة المصرية في التعامل مع التحديات.
القوة العسكرية المصرية رادع إقليمي رئيسي
أكد مجدي الجلاد أن القوة العسكرية المصرية تشكل رادعًا رئيسيًا وفعالاً في المنطقة بأكملها. واستشهد الجلاد بتصريحات جنرالات إسرائيليين أكدوا فيها صراحةً أنهم لا يرغبون في الدخول بمواجهة عسكرية مع الجيش المصري، مما يعكس الاحترام والتقدير لقوة الردع المصرية.
وأوضح الكاتب الصحفي أن هذا الموقف الإسرائيلي يعكس ثلاثة عوامل رئيسية تحدد قوة مصر العسكرية ومكانتها. وتشمل هذه العوامل العمق الاستراتيجي الكبير لمصر، وقوة جيشها الذي يصنف كالأقوى في المنطقة، إضافة إلى عدم امتلاك إسرائيل لعمق استراتيجي كافٍ في مواجهة دولة بحجم مصر وقوتها العسكرية الهائلة.
وتوقع الجلاد استمرار التصعيد في المنطقة لسنوات قادمة، محذراً من أن المخطط الإسرائيلي الأمريكي لا يقتصر على إيران فقط. بل يمتد ليشمل إعادة تشكيل كاملة لخريطة التحالفات والترتيبات الإقليمية في الشرق الأوسط، مما يستدعي يقظة مستمرة من الجميع. وأكد رئيس تحرير مجموعة “أونا للصحافة والإعلام” أن مصر، بفضل قيادتها وحكمتها العسكرية والسياسية، ستظل لاعبًا رئيسيًا وفاعلًا ومؤثرًا في هذه المعادلات المعقدة التي تشهدها المنطقة.