هدد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، مذيعة تلفزيونية شهيرة بسحب جنسيتها، واصفًا إياها بأنها “سمينة جداً وتشكل تهديداً للبشرية”. أثارت هذه التصريحات الحادة جدلاً واسعًا واستنكارًا، وتأتي ضمن سلسلة هجمات ترامب المتكررة ضد وسائل الإعلام والشخصيات العامة التي ينتقدها بشكل علني.
تفاصيل تهديد ترامب الأخير
جاء تهديد ترامب خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية أيوا، حيث خصص جزءًا من خطابه للهجوم على وسائل الإعلام. استهدف ترامب المذيعة التلفزيونية الشهيرة بتصريحات غير مسبوقة، مشيرًا إلى وزنها ومظهرها كسبب مزعوم لكونها “تهديدًا للبشرية”، مما صدم الحضور والمشاهدين على حد سواء. التصريحات لاقت استنكارًا كبيرًا على نطاق واسع في الأوساط السياسية والإعلامية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر ترامب إمكانية سحب الجنسية منها، مؤكدًا أن هذا الإجراء يجب أن يتم بحق كل من يشكل “خطراً” على البلاد. لم يحدد ترامب بوضوح الأساس القانوني الذي يستند إليه في تهديده بسحب الجنسية، مما زاد من الغموض حول نواياه. هذا النوع من التصريحات يتجاوز عادةً حدود النقد السياسي المعتاد ويدخل في نطاق التهديدات الشخصية.
قانونية سحب الجنسية في الولايات المتحدة
تعد عملية سحب الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية مسألة قانونية معقدة للغاية وتخضع لشروط صارمة بموجب القانون. بشكل عام، لا يمكن سحب الجنسية من المواطنين المولودين في البلاد إلا في حالات نادرة جداً تتعلق بالخيانة العظمى أو التنازل الطوعي عن الجنسية. التصريحات أو الآراء، مهما كانت مثيرة للجدل، لا تشكل أساسًا قانونيًا لسحب الجنسية.
وفي الوقت نفسه، يرى خبراء قانونيون أن تهديدات ترامب بسحب الجنسية لا أساس لها من الصحة من الناحية القانونية. يؤكدون أن الدستور الأمريكي يحمي حرية التعبير ويضمن عدم إمكانية تجريد المواطنين من جنسيتهم بناءً على آرائهم أو انتقاداتهم للسلطة. هذه التهديدات قد تُعد محاولة لتخويف المعارضين السياسيين بدلاً من كونها إجراءات قابلة للتنفيذ قانونياً.
سجل ترامب في الهجوم على الإعلام
يملك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سجلاً طويلاً في الهجوم على وسائل الإعلام والشخصيات الصحفية. غالبًا ما كان يصف الأخبار التي لا تتفق مع وجهة نظره بأنها “أخبار كاذبة” أو “أعداء الشعب”. هذه الاستراتيجية تستهدف تقويض مصداقية الإعلام التقليدي وتشكيل رأي عام موالٍ لخطابه السياسي.
كما أن ترامب استخدم منصاته المختلفة، بما في ذلك التجمعات الانتخابية وحسابه على منصة “تروث سوشيال” (Truth Social)، لمهاجمة الصحفيين الأفراد والقنوات الإخبارية. غالبًا ما تتضمن هجماته إهانات شخصية أو اتهامات بالتآمر، مما يثير مخاوف بشأن حرية الصحافة وسلامة الصحفيين في البلاد.