أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، بأن فرقها تواصل جهودها المكثفة لمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا في قطاع غزة.
تزايد سوء التغذية وتوقف المساعدات في غزة
وكشفت الأونروا، في منشور لها على صفحتها بموقع «فيسبوك»، عن زيادة مقلقة في حالات سوء التغذية التي ترصدها عياداتها في غزة، وذلك منذ شهر مارس (آذار) الماضي، تزامناً مع بدء الحصار الذي فرضته حكومة إسرائيل. وأضافت الوكالة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أنه لم يُسمح لها بتقديم أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من النقص الشديد في الإمدادات الضرورية للعلاج، أكدت الأونروا أن فرقها تواصل عملها الدؤوب في غزة لدعم الفئات الأكثر احتياجاً، ويشمل ذلك إجراء التقييمات الغذائية للأطفال لضمان استمرار تقديم الرعاية الممكنة.
تحذيرات أممية: غزة على شفا المجاعة ونقص الوقود يزيد الأزمة
في إعلان مشترك، أكدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة، يوم السبت، أن سكان غزة يواجهون صعوبات بالغة بعد نحو عامين من الحرب، أبرزها انعدام الأمن الغذائي. وحذرت الوكالات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، من أن نفاد الوقود يضيف عبئاً جديداً لا يمكن تحمله على السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
نظام إسرائيلي جديد لتوزيع المساعدات.. والأمم المتحدة ترفضه
يُذكر أن إسرائيل فرضت حصراً كاملاً على قطاع غزة منذ مارس (آذار) الماضي. وبعد رفع جزئي لهذا الحصار على دخول جميع البضائع إلى غزة في أواخر مايو (أيار)، أطلقت إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات الغذائية، يتم تحت إشراف قواتها عبر ما أسمته «مؤسسة غزة الإنسانية».
الأمم المتحدة ترفض هذا النظام بشدة، وتصفه بأنه “خطر بطبيعته” وانتهاك واضح لمبادئ الحياد الإنساني. في المقابل، تؤكد إسرائيل أن هذا الإجراء ضروري لمنع المسلحين من تغيير مسار المساعدات.
خلفية الأزمة: أحداث 7 أكتوبر وتداعياتها
اندلعت الحرب الحالية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر هجوم مباغت شنه مسلحون بقيادة حركة «حماس» على بلدات في جنوب إسرائيل. أسفر الهجوم، بحسب إحصاءات إسرائيلية، عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة. ويُعتقد حالياً أن ما لا يقل عن 20 من الرهائن الخمسين المتبقين ما زالوا على قيد الحياة.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني. وتسببت هذه العمليات في أزمة نزوح هائلة طالت جميع سكان القطاع تقريباً، والذين يزيد عددهم عن مليوني شخص، مما فجّر أزمة إنسانية عميقة وأحدث دماراً واسعاً في معظم مناطق القطاع.