قدمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية أداءً استثنائيًا خلال العام المالي 2024-2025، محققة تطورًا كبيرًا في مجالات الرقمنة والترميم والفهرسة والإتاحة. نظمت الهيئة فعاليات ثقافية وعلمية وفنية متنوعة، وعززت حضورها الرقمي ومشاركتها المجتمعية ببرامج تدريبية ومبادرات رائدة.
فعاليات ثقافية ومبادرات رائدة
نظمت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية والعلمية المتميزة. شملت هذه الأنشطة ورشة عمل “يونس في الكتبخانة” المخصصة للأطفال، واحتفالًا باليوم العالمي للأرشيف بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. كما دشنت الهيئة المرحلة التجريبية لخدمة الإيداع القانوني إلكترونيًا، شملت 103 دار نشر في مختلف المحافظات.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت الهيئة برنامجًا تدريبيًا مكثفًا لطلاب الجامعة الأمريكية، ركز على مجال ترميم المقتنيات النادرة. مثلت دار الكتب مصر في المؤتمر الأول للمكتبات الوطنية العربية الذي عقد بالمغرب، مما يعكس دورها الإقليمي. احتفلت الهيئة بمئوية الجامعة المصرية عبر ندوة موسعة، وأنجزت “استوديو رقمنة المخطوطات” بالتعاون مع جمعية المكنز الإسلامي لرقمنة مجموعة المصاحف المملوكية المدرجة على قائمة ذاكرة العالم لليونسكو.
قفزة نوعية في التحول الرقمي
شهد مجال التحول الرقمي بدار الكتب والوثائق القومية طفرة ملحوظة، حيث ارتفع عدد المواد التي تم رقمنتها إلى أكثر من 3.9 مليون لقطة. شملت هذه المواد كتبًا نادرة ومخطوطات تاريخية ودوريات وخرائط نادرة، بالإضافة إلى ألبومات صور وأسطوانات صوتية قديمة جرى تحويلها إلى صيغ رقمية عالية الجودة. هذا التوسع يعزز حفظ التراث الثقافي المصري وإتاحته.
كما طورت الهيئة القاعة الرقمية لتشمل أكثر من 50 ألف مصدر معلوماتي، مما يوفر للباحثين وصولًا أوسع للمحتوى الرقمي. ولأول مرة، ربطت الهيئة 28 مكتبة فرعية إلكترونيًا بالمبنى الرئيسي، مما يسهل تبادل المعلومات والموارد. تم أيضًا توفير نظام رقمي احتياطي لضمان استمرارية الخدمات الرقمية في جميع الظروف.
إنجازات الترميم والتدريب والوصول للجمهور
نفذت الهيئة عمليات فنية دقيقة على أكثر من 160 ألف وثيقة، مما يعكس جهودها الحثيثة في حفظ وصيانة كنوزها. شملت هذه الجهود ترجمة 8425 وثيقة هامة، وترميم نحو 28 ألف وثيقة و109 خرائط تاريخية بدقة واحترافية. استكملت الهيئة مشروع الباركود للمخطوطات، ونفذت أعمال مسح ضوئي ومراجعة جودة لـ 28,600 سجل تغطي ما يقرب من مليوني مقتنى قيم.
على صعيد بناء القدرات، دربت الهيئة 215 طالبًا متخصصًا في مجالات الترميم والفهرسة والرقمنة، مما يسهم في تطوير الكوادر المستقبلية. استقبلت دار الوثائق العامة خلال هذه الفترة 3409 مواطنين، و397 باحثًا في قاعة البحث الرئيسية، و75 باحثًا في قاعة المطبوعات، بالإضافة إلى 58 باحثًا في قاعة المكتبة، مما يؤكد التفاعل المجتمعي الواسع مع خدمات الهيئة القيمة.