دخلت إيجا شفيونتيك، نجمة التنس البولندية، سجلات التاريخ من أوسع أبوابه يوم السبت، بعد تتويجها بلقب بطولة ويمبلدون للتنس للمرة الأولى في مسيرتها. جاء هذا الانتصار الساحق بفوزها على الأمريكية أماندا أنيسيموفا بنتيجة 6-0 و6-0 في نهائي لم يستغرق سوى 57 دقيقة فقط، في إشارة واضحة لمدى الهيمنة التي فرضتها شفيونتيك.
كان الأداء البولندي طاغيًا على كل مجريات اللقاء منذ اللحظة الأولى، فلم تترك شفيونتيك أي فرصة لمنافستها، لتصبح بذلك أول لاعبة تفوز بنهائي بطولة كبرى دون خسارة شوط واحد منذ أن حققت الأسطورة الألمانية شتيفي جراف هذا الإنجاز في رولان جاروس عام 1988 ضد ناتاليا زفيريفا.
يُعد هذا التتويج هو اللقب السادس في البطولات الكبرى بالنسبة لشفيونتيك. فبعد أن حصدت ألقاب رولان جاروس أعوام 2020، 2022، 2023، و2024، بالإضافة إلى بطولة أمريكا المفتوحة في عام 2022، أضافت الآن بطولة ويمبلدون إلى مجموعتها الذهبية، لتُكمل بذلك إنجاز الفوز على جميع أنواع أرضيات الملاعب: الترابية، الصلبة، والعشبية. وبفوزها بلقب ويمبلدون، تُصبح شفيونتيك أول لاعبة بولندية في التاريخ، رجالًا وسيدات، تتوج بهذه البطولة العريقة في عصر الاحتراف، كما ستصعد إلى المركز الثالث عالميًا في التصنيف الجديد للاتحاد الدولي للتنس.
إنجاز شفيونتيك التاريخي في ويمبلدون: هيمنة لم تحدث منذ 1911!
ما يُعظم من قيمة هذا الإنجاز هو أن هذه النتيجة، 6-0 و6-0 في النهائي، هي الأولى التي تشهدها المباراة النهائية في ويمبلدون منذ عام 1911، وذلك عندما فازت البريطانية دوروثيا دوجلاس تشامبرز على دورا بوثي بنفس النتيجة. طوال مشوار البطولة، لم تخسر شفيونتيك أي مجموعة في أي مباراة، ما يعكس السيطرة المطلقة التي فرضتها على جميع منافساتها، ليُسجل هذا الأداء كواحد من أنجح المشاركات في تاريخ البطولات الكبرى للسيدات.
سيناريو أنيسيموفا المروع: انهيار غير متوقع في النهائي
على الجانب الآخر، عاشت الأمريكية أماندا أنيسيموفا، التي كانت تخوض النهائي لأول مرة في مسيرتها، كابوسًا حقيقيًا. بدا عليها الارتباك والضغط الشديد منذ اللحظات الأولى للمواجهة، خاصة بعد تحقيقها فوزًا كبيرًا في نصف النهائي على المصنفة الأولى عالميًا أرينا سابالينكا. خسرت أنيسيموفا إرسالها ثلاث مرات في المجموعة الأولى التي انتهت في 25 دقيقة فقط، وتكررت المأساة في المجموعة الثانية، لتنتهي المباراة النهائية بخسارة قاسية لها في أقل من ساعة.
بطلات ويمبلدون: لماذا لا توجد هيمنة بعد سيرينا ويليامز؟
بتتويج شفيونتيك، تكون بطولة ويمبلدون الإنجليزية قد شهدت بطلة جديدة للعام الثامن على التوالي، منذ آخر تتويج متتالٍ حققته أسطورة اللعبة سيرينا ويليامز في عام 2016. هذا التنوع الكبير يعكس غياب الهيمنة المطلقة على لقب السيدات في ويمبلدون في السنوات الأخيرة. الجدير بالذكر أن النسخ السبع السابقة شهدت تتويج كل من: موجوروزا، كيربر، هاليب، بارتي، ريباكينا، فوندروشوفا، وكرايتشيكوفا، مع الإشارة إلى إلغاء نسخة عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.
بهذا الانتصار المبهر، لم تكتفِ شفيونتيك بتحقيق اللقب الأغلى في مسيرتها فحسب، بل رسخت مكانتها كواحدة من أعظم لاعبات جيلها، وتواصل بكل فخر كتابة فصل جديد من المجد البولندي في عالم التنس.