توافد آلاف الجماهير البورتوريكية بحماس على العاصمة سان خوان لحضور سلسلة حفلات نجم الريغيتون العالمي باد باني. تعكس هذه الحفلات، التي بدأت بأمسية بعنوان “لا أريد أن أذهب من هنا”، رسالة فنية عميقة تتناول هوية الإقليم وتاريخه، وتسلط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة.
آلاف الجماهير تحتفي بباد باني في سان خوان
شهدت العاصمة البورتوريكية سان خوان توافد آلاف المحبين، أول من أمس، لمواكبة انطلاق سلسلة حفلات باد باني الموسيقية. اكتسى محيط ملعب «كوليسيو دي بورتوريكو» بحشود غفيرة ارتدت قمصاناً تحمل علم بورتوريكو أو تلفّفت به، في أجواء حماسية استثنائية سبقت انطلاق أولى الفعاليات الفنية.
جولة “لا أريد أن أذهب من هنا”: هوية بورتوريكية بامتياز
انطلق الحفل الأول، الذي حمل عنوان «لا أريد أن أذهب من هنا»، في بداية جولة محلية يُحييها باد باني. خُصِّصَت المجموعة الأولى من هذه السلسلة الموسيقية، التي تتضمن 30 حفلًا، لسكان بورتوريكو تأكيداً على ارتباطه بجمهوره الأصلي وتعزيزاً لهوية الإقليم الثقافية.
تُركز هذه السلسلة على الهوية الفريدة للإقليم المرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي لا يملك سكانه حق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يعكس اختيار باد باني لهذه الزاوية التزاماً بقضايا بلاده ومواطنيه، ويؤكد على أهمية تمثيلهم فنياً.
ألبوم باد باني: رسالة فنية عن تاريخ وتحديات الجزيرة
يُشكل الألبوم الذي يحمل العنوان نفسه «لا أريد أن أذهب من هنا» درساً تاريخياً غنياً عن الموسيقى والإيقاعات البورتوريكية المتجذرة. يتناول العمل الفني بعمق ماضي الجزيرة الخاضع للاستعمار وحاضرها المعاصر، مقدمًا رؤية شاملة لتطورها الاجتماعي والثقافي عبر الزمن.
كما يتطرق الألبوم بجرأة إلى ظاهرة التحديث العمراني المتسارع في بورتوريكو، والتي تُعطي الأولوية لإقامة المنازل الفاخرة وتشجيع السياحة المكثفة. ويأتي هذا التوجه على حساب المواطنين البورتوريكيين متواضعي الحال، ما يثير تساؤلات حول التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية داخل الجزيرة.
يسعى باد باني، البالغ من العمر 31 عاماً، من خلال أغنياته إلى أن يكون صوت بورتوريكو المعبر عن آمالها وتحدياتها. تصدر الفنان العالمي ترتيب المبيعات بفضل أعماله التي تمزج ببراعة بين الريغيتون وموسيقى البوب الراقصة، جاذباً جمهوراً عالمياً واسعاً ومؤكداً مكانته الفنية.