أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن فتح باب التقديم لنظام التعليم والتدريب المزدوج، الذي يهدف إلى تخريج فنيين ماهرين لسوق العمل المصري. يرتكز النظام على شراكة قوية بين الوزارة والقطاع الخاص، ويوفر للطلاب تدريباً عملياً مكثفاً وخبرات مهنية مبكرة، بالإضافة إلى حصولهم على شهادة معتمدة ومكافآت شهرية.
ما هو نظام التعليم والتدريب المزدوج؟
يعتبر نظام التعليم والتدريب المزدوج شراكة استراتيجية وتعاوناً مشتركاً يجمع بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والقطاع الخاص، بالإضافة إلى الطالب وولي أمره. تهدف هذه المنظومة التعليمية المتكاملة إلى إعداد وتأهيل فنيين محترفين يتمتعون بكفاءة عالية، مما يمكنهم من الاندماج الفعال في متطلبات سوق العمل المصري وتلبية احتياجاته المتغيرة.
يتلقى الطالب الملتحق بنظام التعليم المزدوج تعليمه في مهنة محددة ضمن تخصصات متنوعة تشمل الصناعية والزراعية والتجارية والفندقية. يتم ذلك داخل إحدى مدارس التعليم الفني المزدوج، حيث يحصل على الجانب النظري للمهنة والتدريب العملي الأساسي. يكتمل التدريب العملي المكثف في منشأة تدريبية، يتم توفيرها بالتعاون مع مقدمي الخدمة ووحداتهم الفرعية المنتشرة في مختلف المحافظات، لضمان جودة التدريب ومتابعة تقدم الطالب بانتظام.
كيف يقضي الطالب وقته في التعليم المزدوج؟
يقضي الطالب أو الطالبة الملتحقين بنظام التعليم المزدوج يومين أسبوعياً داخل المدرسة، مخصصين لتلقي الجزء النظري من المهنة المختارة والتدريب العملي الأساسي. هذا التوزيع الزمني يضمن استيعاب المفاهيم الأكاديمية والمهارات الأساسية قبل الانتقال إلى التطبيق العملي الفعلي في بيئة العمل الحقيقية.
يكرس الطالب أو الطالبة أربعة أيام أسبوعياً للتدريب العملي المكثف داخل المنشأة التدريبية، وهي الشركة أو المصنع الذي تم توفير فرصة التدريب فيه. يتيح هذا التركيز العملي للطلاب اكتساب خبرات حقيقية ومهارات متقدمة في نفس المهنة التي يدرسونها، مما يعزز من جاهزيتهم لدخول سوق العمل بعد التخرج.
يحق للطالب أو الطالبة الحصول على إجازة سنوية مدتها ثلاثون يوماً خلال العام الميلادي، يتم تنظيمها في فترة الإجازة الصيفية. خلال هذه الفترة، يستمر الطلاب في تلقي التدريب العملي داخل المنشأة التدريبية بواقع ستة أيام أسبوعياً، لضمان استمرارية اكتساب المهارات وتعميق الخبرات الفنية.
مزايا الانضمام لنظام التعليم المزدوج
يحصل خريجو نظام التعليم المزدوج على شهادة دبلوم المدارس الثانوية الفنية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. هذه الشهادة تؤكد كفاءة الطالب في تخصصه المهني وتفتح له آفاقاً واسعة في سوق العمل أو في استكمال مساره التعليمي، مما يجعله مؤهلاً بشكل مباشر لمواجهة تحديات المستقبل المهني.
يكتسب الطالب شهادة خبرة معتمدة من الجهة المشرفة على التدريب، سواء كانت الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، أو اتحاد الصناعات المصرية، أو جمعية رجال أعمال الإسكندرية. هذه الشهادة تعد إضافة قيمة للسيرة الذاتية للطالب، وتوثق خبراته العملية المكتسبة خلال فترة التدريب، مما يعزز من فرص توظيفه مستقبلاً.
يستفيد الطالب من الحصول على مكافأة شهرية وحوافز متنوعة من المنشأة التدريبية التي يتدرب بها. هذه المكافآت لا تمثل فقط دعماً مالياً للطلاب، بل تعكس أيضاً تقدير الجهة التدريبية لجهودهم والتزامهم، مما يحفزهم على بذل المزيد من الجهد والتركيز في تطوير مهاراتهم المهنية.
يكتسب الطلاب الملتحقون بهذا النظام خبرة عملية وفنية قيمة في المهنة التي يختارونها منذ سن مبكرة. هذه الخبرة المباشرة في بيئة العمل الحقيقية تمكنهم من فهم متطلبات السوق وتطبيق المعارف النظرية بشكل عملي، مما يجعلهم مؤهلين بشكل فريد للوظائف فور تخرجهم.
يتمتع خريجو التعليم المزدوج بفرص عمل مميزة ومرونة كبيرة في سوق العمل، حيث يمكنهم الحصول على وظيفة جيدة بشكل أسرع مقارنة بالخريجين الآخرين. هذا النظام يزيد من إمكانية التعيين الدائم في نفس المنشأة التدريبية التي تدربوا بها، خاصة إذا أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم خلال فترة التدريب.
يساهم نظام التعليم المزدوج بشكل فعال في اندماج الطالب بسوق العمل مبكراً، حيث يتيح له تكوين شبكة واسعة من المعارف والعلاقات المهنية. يتعرف الطالب على الشركات وفرص العمل المتاحة في تخصصه، مما يمنحه ميزة تنافسية كبيرة ويساعده على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مساره المهني المستقبلي.
يوفر النظام للطلاب خيارين بعد التخرج، فبإمكانهم البدء بالعمل مباشرة في المهنة التي تدربوا عليها بمهارة عالية، أو يمكنهم استكمال دراستهم في أحد الكليات أو المعاهد العليا المتاحة. هذا التنوع يضمن للطلاب مساراً مهنياً أو أكاديمياً يناسب طموحاتهم ويفتح لهم آفاقاً واسعة للتطور والنمو.