يستعد تشيلسي لمواجهة باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025، حيث يرى مدرب البلوز إنزو ماريسكا أن كرة القدم تشبه لعبة الشطرنج. يستضيف ملعب “ميتلايف” هذا النهائي المرتقب مساء غدٍ الأحد، حيث يسعى الفريقان لكتابة التاريخ بحصد أول لقب للنسخة الجديدة من البطولة التي تضم 32 فريقًا.
فلسفة ماريسكا: كرة القدم كالشطرنج
المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا معروف بشغفه الكبير بلعبة الشطرنج، ودائمًا ما يقارن بينها وبين كرة القدم. يؤمن ماريسكا بقوة بأن ممارسة الشطرنج تساعد بشكل كبير في تطوير عقل المدرب، لما تتطلبه من تركيز عميق وتفكير استراتيجي. هذا الارتباط الفكري يؤثر على طريقة تعامله مع المباريات الكبرى.
ماريسكا يرى أن جوهر كرة القدم يتماثل تمامًا مع لعبة الشطرنج، حيث يجب على المدرب الرد بذكاء على كل حركة يقوم بها الخصم في الملعب. هذه الفلسفة تعكس أهمية التنبؤ والتخطيط المسبق في التعامل مع ديناميكية المباراة. من المرجح أن يتعامل ماريسكا مع مباراة باريس سان جيرمان الحاسمة كأنها مباراة شطرنج، ويسعى إلى إعلان “كش ملك” على الفريق الفرنسي، الذي يدرك أن مهمته لن تكون سهلة أمام البلوز.
يؤكد المدرب الإيطالي أن العنصر الأساسي في الشطرنج هو المنطق، الذي يقود اللاعب إلى فهم تحركات الخصم بوضوح وبالتالي التنبؤ بها بدقة. هذا المبدأ ينطبق بقوة على تحليل المباريات وتوقع استراتيجيات المنافسين، مما يمنح المدرب أفضلية تكتيكية. لذلك، يعتمد ماريسكا على التحليل المنطقي لتوجيه قراراته على أرض الملعب.
تطبيق مبادئ الشطرنج في تشيلسي
أظهرت تقارير سابقة أن ماريسكا نجح في تطبيق فكر الشطرنج بفاعلية داخل كرة القدم. من الضروري للمدرب أن يمتلك عقلية لاعب الشطرنج، التي تتضمن وضع خطة محكمة، ودراسة الحركات المضادة المحتملة، بالإضافة إلى اختيار ترتيب القطع الصحيح لتحقيق الفوز. هذه المبادئ تعد أساسية في بناء الفريق وتوجيهه.
كان “ترتيب القطع” واضحًا في اختيارات ماريسكا لتشيلسي في فترات سابقة. رأينا كيف فضل إشراك لاعبين مثل جواو فيليكس وكريستوفر نكونكو، مع وجود نيكولاس جاكسون على مقاعد البدلاء في بعض الأحيان بسبب وفرة الخيارات الهجومية. هذا التنوع يمنحه المرونة في التعامل مع مختلف التحديات.
مرونة ماريسكا الخططية
لا يلتزم ماريسكا بفلسفة تكتيكية واحدة جامدة، بل يفضل اختيار تشكيلة تناسب منافسيه بشكل محدد. لقد أظهر قدرة على إجراء تعديلات دقيقة في كل أسبوع، مما يعكس مرونته وقدرته على التكيف مع متطلبات المباريات المختلفة. هذا النهج يضمن بقاء الفريق ديناميكيًا وغير متوقع.
من الأمثلة الواضحة على هذه المرونة التكتيكية، الدور الذي لعبه مويسيس كايسيدو هذا الموسم. عاد كايسيدو للعب في خط الوسط، لكنه ظهر في مركز الظهير الأيمن خلال مباراة أستون فيلا، مما فاجأ الكثيرين. هذا التكتيك سمح للاعب الإكوادوري بالتحول إلى خط الوسط بفاعلية عندما كان تشيلسي مستحوذًا على الكرة.
كما سمح هذا التكتيك لإنزو فرنانديز بدعم الهجوم في مركز لاعب خط الوسط المهاجم، ومنح كول بالمر مساحة أكبر للتحرك والإبداع في الثلث الأخير من الملعب. هذه التعديلات الدقيقة تبرز قدرة ماريسكا على استغلال إمكانيات لاعبيه بأفضل شكل ممكن، وتطبيق مبادئ الشطرنج في تحريك قطعه على رقعة الملعب.