هام.. طارق فهمي: مصر تقود وساطة فعالة لتثبيت هدنة غزة رغم التعقيدات الإسرائيلية

تشير التطورات الأخيرة إلى اقتراب التوصل لاتفاق إطاري للهدنة في قطاع غزة، يركز على إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية. تلعب الوساطة المصرية دورًا محوريًا لضمان تنفيذ هذه الخطوات، بالرغم من وجود تباينات في المواقف بين الأطراف، وتحديات تتعلق بملف الأسرى.

تفاصيل الاتفاق الإطاري للهدنة

يتضمن الاتفاق الإطاري للهدنة بنودًا أساسية تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. يركز الاتفاق على ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مكثف لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان. كما يشمل الاتفاق إعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع على الأرض.

يهدف الاتفاق أيضًا إلى تقليص المناطق العازلة المحيطة بقطاع غزة إلى حوالي كيلومتر واحد فقط. تعمل مصر بجدية وحنكة فائقة لضمان تنفيذ جميع هذه الخطوات المتفق عليها خلال مهلة محددة بستين يومًا. تؤكد هذه الجهود التزام مصر بتحقيق استقرار مستدام في المنطقة.

اقرأ أيضًا: الصحة العالمية بتضمن.. سلامة مرضى الحروق بدورة خاصة بمستشفى أهل مصر

ديناميكيات المفاوضات ومبادرات مصر

كشف لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن عن وجود تباينات واضحة في المواقف بين الطرفين. تختلف حسابات نتنياهو الاستراتيجية عن توجهات الإدارة الأمريكية، رغم اتفاقهما على القضايا الجوهرية المتعلقة بالصراع. هذا التباين يؤثر على مسار المفاوضات الجارية.

تأجل موضوع نزع سلاح حركة حماس بعد إقناع الإدارة الأمريكية لإسرائيل بتأجيله، نظرًا لتدمير أكثر من 80% من البنية العسكرية للحركة. أصبح هذا الملف مؤجلًا لمراحل لاحقة من أي تسوية مستقبلية. هذا القرار يعكس تقييمًا مشتركًا للوضع الراهن على الأرض.

طرحت مصر فكرة إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي التكنوقراطية، التي حظيت بقبول من حركتي حماس وفتح. تهدف هذه اللجنة إلى أن تكون شريكًا فلسطينيًا يدير المرحلة الانتقالية في القطاع تحت إشراف الحكومة الفلسطينية غير الفصائلية المتواجدة في رام الله. تمثل هذه المبادرة خطوة بناءة نحو توحيد الجهود الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: عاجل.. 10 أسئلة فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة بنظام الاختيار من متعدد

آفاق الانفراجة والوساطة المصرية

تقترب الوساطة المصرية والقطرية، بدعم أمريكي، من تحقيق انفراجة ملموسة في المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة. يأتي هذا التقدم رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المفاوضات، مثل ملف الأسرى والظروف الصحية لبعض المحتجزين. الجهود الدبلوماسية المكثفة تبشر بنجاح وشيك.

سيكون الاتفاق المزمع تدريجيًا ومؤقتًا في طبيعته، مع التركيز الأولي على إدخال الشاحنات الإنسانية بشكل عاجل وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية بعيدًا عن المناطق السكنية المكتظة. هذه الخطوات الأولية ضرورية لبناء الثقة وتوفير الإغاثة الفورية للسكان.

تؤكد خبرة المفاوض المصري وكفاءته في التعامل مع التفاصيل المعقدة، قدرة مصر على ضمان تقدم ملموس في مسار الهدنة. تسعى القاهرة للحفاظ على التوازن الدقيق بين تحقيق الهدنة وحماية المصالح الفلسطينية الحيوية في هذه المرحلة الحاسمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *