التقى وفد من الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، برئاسة الدكتور عبدالعزيز بلال، محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، اليوم، لتسليم التقرير النهائي لدراسة الاستخدام الأمثل للأراضي جنوب بحيرة قارون. تهدف الدراسة، المعتمدة على تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي، إلى تحديد فرص الاستثمار والتنمية المستدامة، وتعزيز المردود الاقتصادي للمنطقة.
دراسة شاملة لجنوب بحيرة قارون
سلم وفد الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء التقرير النهائي ومخرجات دراسة الاستخدام الأمثل للأراضي الواقعة جنوب بحيرة قارون بمحافظة الفيوم. يأتي ذلك في إطار التعاون المشترك بين المحافظة والهيئة، الذي يركز على توظيف تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تحليل التربة واستخدامات الأراضي.
شملت الدراسة الساحل الجنوبي للبحيرة بعمق كيلومتر واحد وطول 55 كيلومترًا، وتبلغ مساحة الأراضي المستهدفة حوالي 13 ألف و681 فدانًا. ساعدت هذه التقنيات في تحديد التركيبات المحصولية للمنطقة، بالإضافة إلى رصد مواقع وفرص الاستثمار والتنمية السياحية المستدامة بها، مما يعكس التزام الطرفين بالتخطيط العلمي السليم.
نتائج التقرير والتقنيات المستخدمة
عرض الدكتور عبدالعزيز بلال، نائب رئيس الهيئة للشئون الفنية والإدارية، التقرير النهائي ومخرجات دراسة الاستخدام الأمثل للأراضي. أوضح بلال أن الدراسة اعتمدت بشكل مكثف على استخدام بيانات الأقمار الصناعية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يوفر دقة عالية وشمولية في التحليلات المتعلقة بالأراضي المستهدفة.
تضمن التقرير الشامل إعداد قواعد بيانات تفصيلية لمنطقة الدراسة واستخدامات الأراضي بها. كما اشتمل على خرائط رقمية لخصائص التربة وقدرتها الإنتاجية، وخرائط توضح التركيب المحصولي للمنطقة، بالإضافة إلى تحديد الاستخدام الأمثل للأراضي المستهدفة بناءً على المعطيات العلمية المتاحة.
قدم التقرير كذلك مؤشرات ودلائل واضحة حول ملوحة التربة والمياه في المنطقة، مع تحديد أهم محددات الإنتاج الزراعي. عرض الدكتور بلال خرائط التوزيع المكاني لخصائص التربة المختلفة ودرجاتها الإنتاجية، بجانب خرائط الملائمة المحصولية للأراضي الواقعة جنوب البحيرة، مما يوفر رؤية متكاملة لمدى صلاحية الأراضي للزراعة.
الفيوم تستهدف تنمية مستدامة
أعرب الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، عن شكره وتقديره لوفد الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء على جهودهم الكبيرة في إعداد هذه الدراسة العلمية القيمة والتقارير المتعلقة بالأراضي جنوب بحيرة قارون. أكد المحافظ أهمية هذه الدراسة في صياغة رؤية منهجية واضحة ومبنية على أسس علمية صلبة.
تسهم هذه الدراسة بشكل مباشر في الوقوف على أفضل الفرص الاستثمارية بالمنطقة، مما يحسن المردود الاقتصادي ويعود بالنفع على المجتمع المحلي. ثمن المحافظ الدور الحيوي والفاعل للهيئة من خلال هذا التعاون المثمر والبناء مع محافظة الفيوم، والذي يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الشاملة.
تستهدف محافظة الفيوم تحقيق التنمية المستدامة في الأراضي الواقعة جنوب بحيرة قارون، وفي مختلف المناطق بأنحاء المحافظة، من خلال استخدام التقنيات العلمية الحديثة للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء. يتيح ذلك تحديد المواقع المناسبة للزراعة، وكذلك الاستزراع السمكي، مع تحديد المواقع الملائمة لإنتاج الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
شدد محافظ الفيوم على أهمية الاستغلال الأمثل لتنوع بيئات المحافظة، بهدف تحقيق طفرة تنموية في مختلف القطاعات الاستثمارية، بما في ذلك القطاع الزراعي والصناعي والسياحي. يسهم ذلك في زيادة الدخل القومي وتنمية المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من الإمكانيات والموارد المتاحة بالمحافظة.
حضر الاجتماع من جانب الهيئة كل من الدكتور عبدالرؤوف مسعود، الأستاذ المساعد بشعبة التطبيقات الزراعية والتربة وعلوم البحار، والدكتور محمد السيد جلهوم، الأستاذ المساعد بالشعبة، والدكتور ناصر حسين بشعبة التطبيقات الزراعية والتربة وعلوم البحار. حضر من جانب المحافظة الدكتور محمد التوني، نائب المحافظ، والدكتورة سمر سعيد، مدير وحدة التنمية المستدامة بديوان عام محافظة الفيوم.