حذرت الدكتورة سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد بإدارة الطب البيطري بمركز الشهداء – منوفية، من خطورة “مرض خدش القطة” (Cat Scratch Disease)، وهو عدوى بكتيرية تصيب الإنسان. ينتقل المرض بشكل رئيسي عبر عضة أو خربشة قطة مصابة ببكتيريا Bartonella henselae، وقد يؤدي إلى أعراض مزعجة تتطلب رعاية فورية. يأتي هذا التحذير ضمن جهود التوعية الصحية.
ما هو مرض خدش القطة؟
مرض خدش القطة هو عدوى بكتيرية شائعة، تسببه بكتيريا تُعرف باسم Bartonella henselae. ينتقل هذا المرض إلى الإنسان عند تعرضه لعضة أو خربشة من قطة تحمل هذه البكتيريا، حتى وإن كانت القطة لا تظهر عليها أي أعراض للمرض. هذه البكتيريا تتواجد بشكل طبيعي في لعاب القطط.
بالإضافة إلى ذلك، لا يقتصر انتقال المرض على الخربشة فقط، بل يمكن أن ينتقل أيضًا عند ملامسة لعاب القطة لجرح مفتوح على جلد الإنسان أو عند وصوله إلى العين مباشرة. كما تشير بعض الدراسات إلى احتمالية انتقال العدوى عن طريق بعض أنواع الحشرات، بينما لا ينتقل المرض من شخص إلى آخر أبدًا.
أعراض مرض خدش القطة وكيفية التعرف عليها
تبدأ أعراض مرض خدش القطة بالظهور عادة خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة عشر يومًا من تاريخ التعرض للإصابة، وهي فترة حضانة المرض. يجب الانتباه جيدًا لهذه الأعراض لضمان التدخل السريع والعلاج المناسب، خاصة وأنها قد تتطور إذا لم يتم التعامل معها بجدية.
تشمل الأعراض الأولية للمرض احمرارًا واضحًا وتورمًا في المنطقة التي تعرضت فيها البشرة للخربشة أو العضة من القطة. يصاحب ذلك غالبًا ألم موضعي في نفس المكان، مما يدل على وجود التهاب. وقد يرتفع في الوقت نفسه درجة حرارة الجسم كعلامة على استجابة مناعية للعدوى.
من أبرز العلامات الدالة على الإصابة بمرض خدش القطة هي تورم والتهاب الغدد الليمفاوية القريبة من موضع الإصابة. على سبيل المثال، إذا كانت الخربشة في اليد، فقد تتورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط، مما يشير إلى انتشار البكتيريا في الجهاز الليمفاوي.
نصائح وقائية للتعامل مع القطط
أكدت الدكتورة سماح نوح أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى السكري أو الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة، هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة جراء هذا المرض. لذلك، يجب عليهم توخي أقصى درجات الحذر عند التعامل مع القطط، خاصة القطط الضالة أو التي تظهر عليها أي علامات مرضية.
وشددت الدكتورة نوح على ضرورة تطهير موضع الإصابة بشكل فوري وفعال في حال التعرض لأي خدش أو عضة من قطة. ينبغي غسل الجرح جيدًا بالماء والصابون، ثم استخدام مطهر مناسب لمنع انتشار البكتيريا. هذه الخطوة الأولية حاسمة لتقليل فرص العدوى.
كما أوصت بالتوجه الفوري لأقرب مستشفى أو عيادة طبية لتلقي الرعاية الصحية اللازمة حال التعرض لأي من هذه الإصابات، حتى لو كانت بسيطة. يأتي هذا التحذير في إطار الجهود المتواصلة للتوعية بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والتأكيد على الأهمية القصوى للنظافة الشخصية والاحتياطات الوقائية عند التعامل مع الحيوانات الأليفة.