مفاجأة أثرية بالكرنك.. العثور على مبنى بالطوب اللبن يحوي أفران ومعدات طهي خبز بالصور

كشفت البعثة المصرية الفرنسية المشتركة في معابد الكرنك عن مدينة أثرية متكاملة تعود لعصر الدولة الوسطى، وتضم مباني من الطوب اللبن وأفرانًا ومعدات للطهي والخبز، بالإضافة إلى حُلي للزينة. يمثل هذا الاكتشاف إضافة هائلة لفهمنا للحياة اليومية بالكرنك خلال آلاف السنين، ويكشف عن أسرار جديدة للحضارة المصرية القديمة.

تفاصيل الكشف الجديد في الكرنك

اكتشف فريق أثري في الركن الجنوبي الشرقي بمعابد الكرنك، أثناء استكمال أعمال الحفر، مبنى ضخمًا مشيدًا من الطوب اللبن. يضم هذا المبنى أفرانًا متكاملة ومعدات مخصصة للطهي وصناعة الخبز، مما يشير إلى وجود نشاط حياتي مكثف في الموقع. كما عُثر على حُلي للزينة والتجميل خاصة بمن كانوا يعملون في هذا المبنى، مما يقدم لمحة نادرة عن حياتهم اليومية.

كان هذا الجزء من معابد الكرنك محل خلاف بين العلماء حول تحديد الحقبة الزمنية التي يعود إليها. لم يكتشف هذا الموقع الباحث الفرنسي الشهير جورج لاجران خلال أعماله في الكرنك بين عامي 1895 و1910 بالتعاون مع المركز الفرنسي، مما يؤكد حداثة وأهمية هذا الاكتشاف.

اقرأ أيضًا: تسريبات .. تصميم Pixel 10a يشبه Pixel 9a وفقًا لمعلومات مبكرة

مدينة الكرنك الأثرية: تاريخها ودور البعثة

تعتبر المكتشفات جزءًا من مدينة ومستوطنة أثرية كاملة، تعد الأقدم في المنطقة وتعود إلى عصر الدولة الوسطى (2050 قبل الميلاد – 1710 قبل الميلاد). استمر العمل والاستيطان في هذه المدينة لأكثر من ألف عام، مما يكشف عن استمرارية وتطور للحياة في هذه المنطقة التاريخية الهامة.

تواصل البعثة المصرية الفرنسية المشتركة، التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، أعمالها في هذا الموقع منذ عام 2021. أسفرت أعمال الحفر والتنقيب المتواصلة عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية البارزة التي ستغير بشكل جذري فهمنا لمكونات وأجزاء معابد الكرنك المختلفة ووظائفها عبر العصور.

أهمية المكتشفات الأثرية وقطع الفخار النادرة

شملت أعمال الحفر الكشف عن مجموعة من المباني الإضافية المشيدة من الطوب اللبن، والتي تخضع حاليًا لعمليات ترميم دقيقة باستخدام طوب لبن حديث بنفس الأبعاد والمقاسات القديمة. استخدمت هذه المباني كمخازن لتخزين المنتجات الغذائية المتنوعة وإعداد الطعام، مما يؤكد طبيعة الموقع كمركز حيوي للإنتاج الغذائي.

اقرأ أيضًا: انفراجة كونية.. “الأقزام المظلمة” فئة نجمية جديدة قد تكشف سر المادة المظلمة

كما تم الكشف عن أفران أخرى متخصصة في صناعة الخبز تعود لعهد الأسرة الثالثة عشرة. شهدت المنطقة فترة هجر خلال الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة وتحولت إلى مكب نفايات، لكنها عادت للاستخدام مرة أخرى في عصر الأسرة الثامنة عشرة بإنشاء أماكن تخزين فوق مكب النفايات المكتشف. من بين أبرز القطع الفخارية التي عُثر عليها، توجد كسرات صغيرة من الفخار الملون والمزجج باللون الأزرق الجميل، تتطابق تمامًا مع إناء “نمست” المعروض حاليًا في متحف اللوفر بباريس، والذي يعود لفترة حكم الملك أمنحتب الثالث. تواصل الفرق حاليًا دراسة هذه المواد وعمليات الترميم لتحليل عينات التربة وتأريخ المكان بشكل دقيق، مما سيوفر معلومات تفصيلية عن وظيفة المباني ودورها في المستقبل القريب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *