مثل الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، الحكومة المصرية في احتفالية سفارة رواندا بالقاهرة بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لعيد التحرير الوطني. نقل الوزير تهنئة مصر لرواندا، مؤكدًا عمق العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية في مجالات المياه والتنمية، ودعم مصر المستمر لدول حوض النيل وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ورواندا
نقل الدكتور سويلم خلال الاحتفال تهنئة حكومة وشعب جمهورية مصر العربية إلى حكومة وشعب رواندا الشقيقة. أعرب الوزير عن تقديره للسيد دان مونيوزا، سفير رواندا بالقاهرة، على دعوته الكريمة وتنظيمه لهذا الحدث المهم. أكد سويلم أن هذا اليوم لا يمثل فقط ذكرى تحرير وطن عزيز، بل يعكس انتصارًا لقيم الوحدة والإرادة الراسخة لشعب رواندا.
تجسد رواندا نموذجًا للقيادة الناجحة والرؤية الواضحة نحو مستقبل أفضل، حيث حققت تقدمًا تنمويًا ملحوظًا خلال العقود الثلاثة الماضية. تقوم العلاقات المصرية الرواندية على أسس متينة من الصداقة والتعاون المثمر. لا يشترك البلدان فقط في مياه نهر النيل، بل يجمعهما أيضًا طموح مشترك نحو التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي، مع شراكة قائمة في مجالات متعددة.
تتضمن الشراكة بين الجانبين مجالات إدارة الموارد المائية والتعليم والصحة وبناء القدرات. خلال مباحثات سابقة أجراها الدكتور سويلم مع الدكتورة فالنتين أواماريا، وزيرة البيئة الرواندية، تم بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي. يأتي ذلك في إطار الإعداد لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال إدارة الموارد المائية.
مصر تدعم بناء القدرات المائية في إفريقيا
تتضمن مذكرة التفاهم المستقبلية حفر الآبار الجوفية وحصاد مياه الأمطار وبناء القدرات. تهدف هذه المذكرة إلى توفير مصادر مياه آمنة للمجتمعات المحلية، بما يدعم التكيف مع تغير المناخ والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية. تؤكد هذه الخطوات التزام البلدين بتحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة.
تضطلع مصر بجهود واسعة في مجال بناء القدرات بالقارة الإفريقية من خلال “مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي – PACWA”. استفاد من برامج هذا المركز عدد كبير من المتدربين الروانديين، مما يعزز تبادل الخبرات والمعرفة. يستمر هذا التعاون ضمن مشروع الشراكة الثنائية الجاري تنفيذه، لدعم الكوادر الإفريقية.
تؤكد مصر حرصها على دعم التنمية في دول حوض النيل، مما يعكس التزامًا إقليميًا قويًا. في هذا السياق، أطلقت مصر آلية تمويلية بقيمة 100 مليون دولار. هذه الآلية مخصصة لدراسة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية والتنمية في دول الحوض الجنوبي، مما يعزز التكامل والازدهار المشترك.
دور رواندا المحوري في مبادرة حوض النيل
ثمّن الدكتور سويلم التزام وزارة البيئة الرواندية بتعزيز العمل المشترك في إطار مبادرة حوض النيل. يعيد هذا الالتزام التأكيد على المبادئ التأسيسية للمبادرة، وعلى رأسها الشمول والتوافق، التي تُعد أساسًا لاستدامتها وشرعيتها. تؤمن مصر بأن التعاون هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
يُشار إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه رواندا في دعم التعاون بين دول الحوض وتحقيق التكامل الإقليمي. بصفتها عضوًا في اللجنة الاستشارية للمبادرة، تسهم رواندا بفعالية في صياغة الرؤى وتوحيد الجهود. يعزز هذا الدور مكانتها كشريك استراتيجي في إدارة موارد نهر النيل.