يستضيف متحف محمود مختار بالقاهرة معرض “حكاوي ماتريوشكا” للفنانة دينا ريحان، ضمن مشروع “السرنديب”. يقدم المعرض تجربة فنية عميقة تدعو للتأمل في الحياة كرحلة اكتشاف مستمرة، حيث تتحول التحديات إلى فرص لرؤية أعمق، ويكشف عن الأسرار الكامنة في اللحظات العابرة.
رحلة اكتشاف فنية في قلب القاهرة
يُعد معرض “حكاوي ماتريوشكا” محطة مهمة ضمن مشروع “السرنديب” للفنانة دينا ريحان، مقدماً للجمهور دعوة فريدة لاستكشاف طبقات الحياة الخفية. لا يقتصر المعرض على عرض الأعمال الفنية فحسب، بل يهدف إلى إلهام الزوار للنظر إلى ما وراء السطح واكتشاف الجواهر المخفية في كل تجربة، محولاً الألم إلى دافع للمعنى.
نشأ الإلهام لهذا المشروع قبل أكثر من عقد من الزمان في مدينة كييف، عندما مرت الفنانة دينا ريحان بلحظة بسيطة لكنها غيرت نظرتها تمامًا. فبعد يوم مليء بالتحديات، تجلت لحظة غير متوقعة كضوء صغير، فتحت نافذة على احتمالات جديدة للحياة. هذه التجربة الحيوية أصبحت جوهر المعرض بأكمله.
الماتريوشكا: رمز للتحول والعمق الإنساني
تجسدت تلك التجربة الملهمة لاحقًا في دمية الماتريوشكا، التي تحولت في رؤية الفنانة من مجرد رمز ثقافي إلى استعارة قوية للحياة ذات الطبقات المتعددة. إنها ترمز إلى السلام الإنساني المشترك والقدرة على التواصل الذي يكسر الحواجز بين الأفراد والثقافات، مما يجعلها اختياراً غنياً بالدلالات.
يعمل معرض “حكاوي ماتريوشكا” كتجربة وجدانية تدعو الزائر إلى الغوص في طبقات الحياة المتشابكة، تمامًا كما تتكشف دمية الماتريوشكا تدريجيًا. يدعو المعرض المتلقي لتجاوز القشرة الأولى لكل شيء، والبحث عن العمق الحقيقي والاستماع إلى القصص والأسرار التي تخبئها الحياة في طياتها.
رسالة فنية تتجاوز الصعاب
اختيار دمية الماتريوشكا لم يكن صدفة، بل جاء ليعكس فكرة الانتماء الإنساني العابر للحدود والتراث المشترك. تروي الدمية بطبقاتها المتداخلة حكاية كل فرد منا، كيف تتراكم التجارب وتتشكل الهويات، وكيف يحمل كل إنسان جوهرًا نقيًا من السلام والأمل، مهما بدت القشرة الخارجية متعبة أو متآكلة.
تهدف دينا ريحان من خلال هذا المعرض إلى توجيه رسالة عميقة لكل من يمر بتجارب قاسية أو لحظات ضياع. تؤكد الفنانة على ضرورة عدم التوقف عند السطح أو الانخداع بالمظاهر الأولى، فداخل كل لحظة، مهما بلغت صعوبتها، يكمن جوهر نقي ينتظر أن يتم كشفه وإظهاره ليمنحنا رؤية أعمق للحياة.