أثارت النجمة العالمية تشارليز ثيرون جدلاً واسعاً بتصريحاتها اللاذعة حول زفاف الملياردير جيف بيزوس الباذخ، الذي قدرت تكلفته بخمسين مليون دولار أمريكي في البندقية. جاءت سخرية ثيرون هذه خلال استضافتها لحفل مبادرتها الخيرية، متطرقة إلى قضايا عالمية ملحة تتناقض مع مظاهر البذخ.
خلال استضافتها الحفل السنوي الخاص بمبادرة “مشروع تشارليز ثيرون لدعم أفريقيا”، علّقت الممثلة البالغة من العمر 49 عاماً بسخرية على عدم تلقيها دعوة لزفاف بيزوس، مشيرة إلى أنهم “الأشخاص الوحيدون الذين لم تصلهم دعوة”، ثم أضافت “لا بأس بذلك، لأنهم سيئون ونحن رائعون”. هذه الكلمات الساخرة كانت مقدمة لمناقشة أعمق لقضايا المجتمع.
سخرية ثيرون وواقع العالم المحترق
وجهت تشارليز ثيرون، في تصريحات نقلتها صحيفة “ذا هوليوود ريبورتر”، الشكر لضيوف حفلها على حضورهم، ثم سلطت الضوء على التحديات العالمية المتزايدة. أكدت ثيرون أن العالم “يحترق حرفياً” وأن هناك “تراجعاً كبيراً في قضايا حقوق الإنسان”، مستشهدة بسياسات الهجرة التي دمرت العائلات، وتراجع حقوق النساء، وتصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى تهميش حياة المثليين والمتحولين جنسياً. أوضحت ثيرون أن هذه ليست مجرد سياسات بل هي “أمور شخصية” تمس حياة الأفراد بشكل مباشر.
اختتمت الممثلة كلمتها الحماسية بعبارة مباشرة أثارت تفاعل الحضور، قائلة “نعم، تبا لهم”. هذه العبارة القوية عكست مدى غضبها وإحباطها من التناقض بين البذخ الفاحش وواقع المعاناة الإنسانية الذي يسود العالم اليوم.
زفاف بيزوس الباذخ وحضور المشاهير
يذكر أن حفل زفاف جيف بيزوس وخطيبته لورين سانشيز، الذي أقيم مؤخرًا في مدينة البندقية الإيطالية، حضره عدد كبير من الشخصيات البارزة ونجوم الصف الأول. من بين الحضور ليوناردو دي كابريو، كيم كارداشيان، توم برادي، سيدني سويني، إيفانكا ترامب، أورلاندو بلوم، وبيل غيتس. هذا الحفل الباذخ، الذي قدرت تكلفته بنحو 50 مليون دولار أمريكي، أقيم في واحدة من أجمل المدن في العالم، مما أثار ردود فعل متباينة بين الإبهار والاستياء.
احتجاجات شعبية تندد بالبذخ في البندقية
تزامنت الاحتفالات الباذخة بزفاف مؤسس شركة أمازون مع تظاهرات غاضبة في شوارع البندقية. تظاهر مئات الأشخاص في اليوم الأخير من الاحتفالات، معبرين عن رفضهم لاستغلال المدينة لأهداف استهلاكية بحتة. وقد قدرت تكلفة الحفل بأكثر من 30 مليون يورو، مما أثار حفيظة الكثيرين.
أشارت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية إلى أن هذه المظاهرة، التي نظمتها لجنة “لا مكان لبيزوس”، انطلقت من محطة السكك الحديدية الرئيسية في البندقية. انتهت المسيرة عند منطقة كامبو إرباريا قرب جسر ريالتو، حيث تجمع المتظاهرون للتعبير عن غضبهم. توافد المشاركون من مختلف مناطق شمال شرق إيطاليا، ورفعوا لافتات وهتفوا ضد الزواج الباذخ. كانت الاحتجاجات قد بدأت في الأيام القليلة الماضية مع وصول العروسين وضيوفهما إلى المنطقة المحيطة بالبحيرة، مستمرة حتى عشية الحفل الكبير الذي استقبل نخبة من الشخصيات البارزة وأثرياء الأعمال.