يكشف الفنان الراحل سمير صبري في مذكراته كواليس مثيرة عن الموسيقار محمد الموجي، وذلك بالتزامن مع ذكرى وفاة الموجي الثلاثين. تتناول المذكرات تفاصيل لقاء الموجي الأول مع الفنان هاني شاكر وظهوره التلفزيوني الأول في برنامج “النادي الدولي”، مسلطة الضوء على شخصية الموجي الفذة ودوره الرائد في اكتشاف المواهب الفنية البارزة.
كواليس اكتشاف هاني شاكر
يروي سمير صبري في فصل بعنوان “محمد الموجي.. مكتشف النجوم” كيف قدم الموجي الفنان الشاب هاني شاكر لأول مرة. فخلال تصوير إحدى حلقات برنامج “النادي الدولي”، دخل الموجي الاستوديو بشكل مفاجئ دون موعد مسبق، وكان بصحبته شاب صغير يحمل عوداً. رحب صبري بالموسيقار الكبير، مستفسراً عن سبب زيارته غير المتوقعة إلى الاستوديو.
أجاب الموجي بلهجته الصريحة والمباشرة: “أنا جايبلك الصوت اللي ها يقعد صاحبك في بيته”، في إشارة واضحة لموهبة هاني شاكر المبشرة. كان هذا التصريح يعكس ثقة الموجي المطلقة في الموهبة الجديدة التي اكتشفها ورعاها، مؤكداً على قدرة هذا الصوت على إحداث نقلة نوعية في الساحة الفنية.
الموجي وصراع النجوم: حليم وشاكر
يعلق سمير صبري على طبيعة الموجي كـ “ابن بلد.. واضح وصريح”، مشيراً إلى كثرة خلافاته مع الفنان عبد الحليم حافظ، والتي كانت ترجع أحياناً لتحيز حليم للموسيقار بليغ حمدي. بعد ترحيبه بهاني شاكر، همس صبري للموجي مستنكراً فكرة “إقعاد” أي فنان، ومقترحاً إضافة موهبة جديدة إلى “حديقة الفن” الغنية باكتشافات الموجي مثل فايزة أحمد وعبد الحليم نفسه.
رفض الموجي بشدة أي ذكر لعبد الحليم حافظ أثناء التسجيل، مؤكداً أنه أحضر موهبة جديدة لتغني لحناً جديداً من ألحانه. أثناء فقرة الموجي في البرنامج، وبعد تقديمه وإبراز أهم ألحانه، قدم الموجي هاني شاكر قائلاً: “هذا الشاب سيكون له مستقبل كبير، وأنا لحنت له أغنيتين سيغني لك واحدة منهما الآن”. بدأ هاني شاكر في الغناء بصوته المميز.
فاجأ سمير صبري الموجي وهاني شاكر بسؤال مفاجئ للموهبة الجديدة: “لمن تحب أن تستمع؟” أجاب هاني شاكر بحسن نية: “عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وكل ألحان الأستاذ محمد الموجي”. طلب منه صبري أن يغني أغنية من ألحان الموجي، فغنى “أنا قلبي إليك ميال” لفايزة أحمد، ثم طلب منه أغنية لعبد الحليم حافظ من ألحان الموجي.
مسيرة اكتشاف المواهب الفنية
يذكر صبري أن وجه الموجي اصفر لحظتها، وكاد أن يضرب صبري بالعود، ولكنه بدأ يعزف مع هاني شاكر بتردد، ليغني الأخير أغنية “صافيني مرة” لعبد الحليم حافظ. انتهت الحلقة التي مثلت الظهور التلفزيوني الأول لهاني شاكر، والتي أطلقت مسيرته الفنية اللامعة، مما أظهر بصمة الموجي الكبيرة في اكتشاف النجوم.
لم تتوقف إسهامات محمد الموجي في اكتشاف المواهب عند هاني شاكر، بل أحضر لاحقاً الفنان علي الحجار ليتم تقديمه أيضاً من خلال برنامج سمير صبري. كان لبرنامج “النادي الدولي” دور محوري في تقديم عدد كبير من النجوم إلى الجمهور، مما يؤكد مكانة الموجي كقائد وملحن ومكتشف للمواهب العظيمة في عالم الموسيقى العربية.