يستضيف مهرجان الأراجوز المصري، في دورته الرابعة، فعاليات مكثفة خلال الفترة من 1 إلى 8 يوليو، بالتعاون بين فرقة ومضة ومكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة. يركز المهرجان هذا العام على محور “اقتصاديات التراث” متخذًا من فن الأراجوز نموذجًا عمليًا، بهدف تسليط الضوء على إمكانات الثقافة كمصدر للدخل القومي وتعزيز الاستثمار في التراث الثقافي.
مهرجان الأراجوز: استثمار التراث لنهضة اقتصادية
ينطلق مهرجان الأراجوز المصري، في نسخته الرابعة، مع تركيز خاص على “اقتصاديات التراث”، وهو المفهوم الذي دعا إليه الدكتور نبيل بهجت، مؤسس المهرجان، منذ عام 2008 بهدف الاستفادة من التراث كمورد اقتصادي. تسعى هذه الدورة إلى إبراز قدرة الفنون التراثية على توليد الدخل والمساهمة في الاقتصاد الوطني، مؤكدة على أهمية الاستثمار في هذا الكنز الثقافي الفريد. الفعاليات المتنوعة تجمع بين العروض وورش العمل والندوات العلمية المتخصصة.
فعاليات متنوعة على مدار أسبوع
يبدأ المهرجان فعالياته اليوم الثلاثاء في بيت السناري بالسيدة زينب في تمام الساعة الثامنة مساءً، بافتتاح ندوة علمية مثرية حول “اقتصاديات التراث”. يتحدث فيها الدكتور نبيل بهجت عن “نحو نظرية لاقتصاديات التراث”، بينما يناقش الدكتور مصطفى جاد “التراث ثروة اقتصادية مستدامة”، ويقدم الدكتور محمد ثروت رؤيته حول التراث واقتصاد شرق آسيا، ويختتم الدكتور أحمد نبيل الندوة بـ “فرقة ومضة نموذجا لاقتصاديات التراث”. عقب الندوة، تقدم فرقة ومضة عرض “التمساح” التراثي، بالإضافة إلى عدد من نِمر الأراجوز التراثية، تليها ورشة تعريفية بفنون الأراجوز.
يستمر المهرجان في يومه الثاني ببيت السناري في الثامنة مساءً بندوة تحت عنوان “التراث مقاومة”، تبدأ بمناقشة مفتوحة حول مفهومي التراث والمقاومة. يتحدث فيها الدكتور نبيل بهجت عن الأراجوز كفن مقاوم، والدكتور أحمد نبيل عن التراث كفعل مقاوم، بينما يناقش الدكتور محمد شحاتة العمدة ثقافة المقاومة في السير الشعبية. بعد الندوة، تقدم فرقة ومضة عرض “الديك الهادر الغادر” من تأليف غنام غنام وإخراج نبيل بهجت، وعرض “الحكايات”، ومجموعة من نِمر الأراجوز التراثية، تليها ورشة تعريفية.
الأراجوز من المقاومة إلى التنمية المستدامة
ينتقل المهرجان في يومه الثالث إلى بيت السحيمي بشارع المعز، حيث تُقام محاضرة هامة بعنوان “اقتصاديات التراث” يقدمها الدكتور نبيل بهجت، والتي تعمق مفهوم الاستفادة الاقتصادية من التراث. يعقب المحاضرة عرض “على الأبواب”، الذي يستلهم التراث كفعل مقاوم، ثم تُقدم ورشة تعريفية بفنون الأراجوز للحضور. هذه الفعاليات تبرز التراث كقوة دافعة للتنمية.
يختتم المهرجان فعالياته في يومه الرابع والأخير بمقر مكتبة الإسكندرية، حيث تقدم فرقة ومضة عروضًا متنوعة للأراجوز في ساحات المكتبة المفتوحة. تناقش الفرقة مع الجمهور فكرة الأراجوز والمساحات المفتوحة، وتقدم نموذجًا عمليًا لكيفية توظيف هذه الفنون واستثمارها لإنتاج عروض بأقل التجهيزات الممكنة، ما يؤكد على إمكانية تحقيق مردود اقتصادي من خلال الإبداع التراثي.