خسارة.. خفض تمويل ناسا يدفع لهروب الخبرات من الوكالة

تواجه وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أزمة غير مسبوقة مع استعداد أكثر من 2,145 من كبار موظفيها للمغادرة، ضمن خطة حكومية واسعة لخفض الجهاز الإداري الفيدرالي. تنذر هذه الخطوة بفقدان خبرات متراكمة لعقود طويلة واضطرابات محتملة في سياسات الفضاء الأمريكية، ما يضع مستقبل استكشاف الفضاء على المحك.

أفادت وثائق اطلعت عليها مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، بأن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تواجه أزمة حرجة. يستعد ما لا يقل عن 2,145 من كبار موظفيها لمغادرة الوكالة، وذلك في إطار خطة حكومية واسعة لخفض حجم الجهاز الإداري الفيدرالي.

تنذر هذه الخطوة باضطرابات كبيرة في سياسات الفضاء التي تنتهجها الإدارة الأمريكية. كما تحرم الوكالة من عقود من الخبرة المتراكمة، حيث يمثل الموظفون المغادرون الفئات العليا من “جي إس-13 إلى جي إس-15″، وهي رتب حكومية غالبًا ما تُخصص لأصحاب المهارات المتخصصة والمسؤولين الإداريين.

اقرأ أيضًا: تحدي جديد.. شاومي تستعد لإطلاق Mix Flip 2 بمواصفات تتخطى Galaxy Z Flip 7

يتركز العدد الأكبر من المغادرين ضمن الرتبة GS-15، حيث سيغادر 875 موظفًا من هذا المستوى الحيوي. يشكل هؤلاء الموظفون الغالبية العظمى من أصل 2,694 موظفًا مدنيًا وافقوا على مغادرة ناسا، ضمن حزمة من العروض شملت التقاعد المبكر وتعويضات إنهاء الخدمة والاستقالات المؤجلة، في إطار جهود الإدارة الأمريكية لخفض عدد العاملين في الأجهزة الحكومية.

تفاصيل أزمة الكوادر في ناسا

تُظهر الوثائق الداخلية أن العديد من المغادرين يعملون ضمن المهام الأساسية لوكالة ناسا. تشمل قائمة المغادرين 1,818 موظفًا يعملون مباشرة في مجالات حيوية مثل العلوم ورحلات الفضاء المأهولة. يؤدي الباقون أدوارًا داعمة أساسية تشمل تقنية المعلومات وإدارة المرافق والشؤون المالية، مما يؤكد التأثير الشامل لهذه المغادرات على جميع أقسام الوكالة.

توزعت الخسائر البشرية بشكل واسع على مراكز ناسا الإقليمية العشرة المنتشرة في أنحاء البلاد. تُعد هذه المراكز مقرات أساسية لمعظم أعمال الوكالة، بدءًا من التخطيط الدقيق لمهام رواد الفضاء المعقدة إلى إرسال مجسات استكشافية إلى الفضاء العميق، مما يوضح حجم التحدي الذي تواجهه الوكالة.

اقرأ أيضًا: الكشف.. أسعار ومواصفات ميتسوبيشي أتراج 2025 في السوق السعودي

تداعيات خطة تخفيض الميزانية

تأتي هذه المغادرات بعد اقتراح سابق من البيت الأبيض لموازنة عام 2026. يقضي الاقتراح بخفض تمويل ناسا بنسبة 25% وتسريح أكثر من 5,000 موظف. إذا أقر الكونجرس هذه التخفيضات الكبيرة، فستعمل الوكالة حينها بأقل ميزانية وعدد موظفين منذ أوائل ستينيات القرن الماضي، مما يشكل تهديدًا جادًا لبرامجها المستقبلية.

صرحت بيثاني ستيفنز، المتحدثة باسم ناسا، بأن الوكالة ملتزمة برسالتها الأساسية رغم الميزانية الأكثر تقنينًا. تعمل ناسا بشكل وثيق مع الإدارة لضمان استمرار قيادة الولايات المتحدة لمجال استكشاف الفضاء وتحقيق التقدم في أهداف رئيسية مثل القمر والمريخ. هذا يؤكد سعي الوكالة للحفاظ على مكانتها العالمية.

حتى الآن، يشكل المغادرون البالغ عددهم 2,694 موظفًا حوالي نصف عدد التخفيضات التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقها. هذا يعني أنه قد يتم اللجوء إلى عمليات تسريح قسرية إذا لم يشارك مزيد من الموظفين في برنامج الاستقالة المؤجلة، الذي ينتهي في 25 يوليو الجاري.

مستقبل ناسا والتحديات التشريعية

رغم أن اقتراحات البيت الأبيض بشأن خفض الميزانية والموظفين لم تتحول بعد إلى قوانين نافذة، فإن المشرعين في الكونجرس قد يرفضون هذا التوجه بشكل قاطع. يشير هذا إلى وجود مقاومة سياسية للخطط الحكومية التي قد تؤثر سلبًا على قدرات ناسا البحثية والتشغيلية.

أبدت لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي، التي تشرف مباشرة على شؤون ناسا، دعمها الواضح للاحتفاظ بالموظفين الكفاءات. أصدرت اللجنة مشروع قانون في مارس الماضي يعكس هذا الموقف، مما يعطي أملًا في مراجعة خطط التخفيضات الجذرية التي تقترحها الإدارة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *