اشتكى ستة أعضاء بالكونغرس الأمريكي من وصول دخان حرائق الغابات الكندية الكثيف إلى مناطقهم، مما يُفسد على المواطنين الاستمتاع بأجواء الصيف. طالبت الرسالة الموجهة للسفارة الكندية بمعرفة خطط أوتاوا للتخفيف من هذه الظاهرة المتكررة. تأثرت جودة الهواء بشكل كبير، ما يحد من الأنشطة الخارجية لسكان الولايات المتضررة.
شكوى الكونغرس الأمريكي من دخان حرائق كندا
أرسل ستة أعضاء في الكونغرس الأمريكي رسالة إلى السفيرة الكندية كيرستن هيلمان في واشنطن، أعربوا فيها عن استيائهم من تأثير دخان حرائق الغابات الكندية على الحياة اليومية لمواطنيهم. أكد المشرعون في رسالتهم أن ناخبيهم يواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع الأجواء الخانقة التي تملأ سماء الولايات الجنوبية منذ بداية فصل الصيف الحالي.
وقّع الرسالة كل من توم تيفاني وغلين غروثمان من ولاية ويسكونسن، إضافة إلى ميشيل فيشباخ وبراد فينستاد وبيت ستوبر وتوم إيمر من ولاية مينيسوتا. يشغل النائب توم إيمر منصب زعيم الأغلبية في مجلس النواب، مما يضفي ثقلاً على هذه المطالب التي تعكس قلقاً متزايداً في الأوساط السياسية الأمريكية حول تلوث الهواء.
تأثير الحرائق على الصيف الأمريكي واستجابة أوتاوا
طالب المشرعون الجمهوريون الستة في رسالتهم الحكومة الكندية بتقديم خطط واضحة للتخفيف من حدة حرائق الغابات وتأثير الدخان المتجه جنوباً نحو الولايات المتحدة. شددوا على أن قدرة ناخبيهم على الخروج والتنفس بأمان باتت محدودة للغاية بسبب تلوث الهواء الناتج عن كثافة الدخان.
تعد أشهر الصيف الأوقات المفضلة لسكان هذه المناطق لقضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق والقيام بالأنشطة الترفيهية وتكوين ذكريات عائلية جديدة. لكن دخان حرائق الغابات هذا يعرقل بشدة جميع هذه الأنشطة الصيفية، مما يفرض تحديات كبيرة على جودة حياة المواطنين ويحد من حريتهم في الاستمتاع بالطقس الجيد.
من جانبها، صرحت تارين إليوت، المتحدثة باسم السفارة الكندية في واشنطن العاصمة، بأن الحكومة الكندية تتعامل بجدية مع قضايا الوقاية من حرائق الغابات والاستجابة لها والتخفيف من آثارها. أكدت إليوت أن السفارة استلمت الرسالة بالفعل وتمت مشاركتها مع الوكالات الكندية المعنية، مشيرة إلى أن رداً سيصدر في الوقت المناسب.
حرائق الغابات الكندية: أسباب وتحديات مناخية
تُعد حرائق الغابات ظاهرة متكررة تواجهها كندا كل صيف، وتشكل جزءاً طبيعياً من دورة تجدد الغابات الشمالية في البلاد. وصل عدد الحرائق هذا العام إلى 2672 حريقاً حتى الآن، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن المركز الكندي المشترك بين الوكالات لحرائق الغابات، مما يشير إلى موسم نشط بشكل خاص.
شهد شهرا مايو ويونيو من هذا العام صعوبات بالغة في غرب كندا، حيث اضطرت السلطات إلى إجلاء حوالي 30 ألف شخص في مقاطعتي ساسكاتشوان ومانيتوبا. أعلن المسؤولون في تلك المناطق حالة الطوارئ لمواجهة التوسع السريع للحرائق وتهديدها للمجتمعات المحلية والبنية التحتية، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه كندا.
تعزى نسبة كبيرة من هذه الحرائق إلى الصواعق الطبيعية، ففي عام 2023 وحده، كانت الصواعق سبباً في 93% من حرائق الغابات في كندا، حسب المعهد الكندي للمناخ. يربط العلماء بشكل متزايد بين تفاقم مواسم حرائق الغابات وتغير المناخ، وهي مشكلة عالمية تؤثر على كندا بشكل خاص وتزيد من حدة هذه الظواهر المدمرة.