سابقة تاريخية.. رامي العلي أول مصمم سوري يدخل باريس للأزياء الراقية

يحتفل المصمم السوري رامي العلي بإنجاز غير مسبوق، بعد أن أصبح أول مصمم أزياء سوري يعرض مجموعته في أسبوع باريس للأزياء الراقية، مما يشكل نقطة تحول في مسيرته وتأكيداً على موهبته العالمية. هذا الحدث التاريخي، الذي تزامن مع تفاؤله بمستقبل بلاده، يعكس سنوات من الجهد والابتكار لمصمم أزياء وصل ببراعته إلى العالمية.

إنجاز تاريخي لمصمم سوري

يشكل الظهور الباريسي للمصمم رامي العلي، البالغ من العمر 53 عاماً والمتحدر من مدينة دير الزور السورية، إنجازاً مبهراً وغير مسبوق. هذه الدعوة الهامة لوضع بصمته على مسرح الموضة العالمي تبرز موهبته الاستثنائية وجهده المتواصل في عالم تصميم الأزياء الراقية.

بدأت مسيرة العلي في عالم الأزياء منذ طفولته، عندما ألهمته رسومات والده المعماري. تلك الشرارة الأولى تطورت لتصبح شغفاً حقيقياً دفعه نحو دراسة التصميم في دمشق قبل أن ينتقل إلى دبي، باحثاً عن فرص أوسع لتحقيق أحلامه وطموحاته في عالم الموضة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. ديانا كرزون تحيي مهرجان جرش بالأردن في 26 يوليو

مسيرة حافلة بالإبداع والتحديات

قبل هذا الإنجاز البارز، ألبس رامي العلي العديد من النجمات العالميات أمثال هيلين ميرين وبيونسيه، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من المشاهير في الشرق الأوسط. هذا الإنجاز مكّنه من الاندماج والتعامل مع أبرز الأسماء والشخصيات المؤثرة في قطاع الأزياء العالمي، مما عزز مكانته في هذا المجال.

عمل العلي في البداية مع علامتين تجاريتين محليتين في دبي، قبل أن يُطلق علامته التجارية التي تحمل اسمه عام 2001. نجح في بناء قاعدة عملاء مخلصة وواسعة في دولة الإمارات، ثم لفت أنظار أوروبا بعروضه التي أقامها في باريس خارج الروزنامة الرسمية لأسابيع الموضة، وذلك منذ عام 2012.

أعرب المصمم السوري عن مزيج من المشاعر القوية قبيل عرضه الرسمي الأول في باريس، حيث قال: “أشعر بالتوتر والحماسة والتعب والسعادة، إنه مزيج قوي من المشاعر”. تُبرز هذه المشاعر عمق التجربة التي يمر بها المصمم وهو يحقق حلماً طال انتظاره على منصة عالمية مرموقة.

اقرأ أيضًا: بأمارة إيه؟.. طالب يحصل على الدرجة النهائية بإجابة مفاجئة حيّرت المصحح وأشعلت السوشيال ميديا

مع دعوته الرسمية هذا العام إلى أسبوع الموضة الباريسي من جانب اتحاد الأزياء الراقية والموضة، ينضم رامي العلي إلى نخبة متميزة من المبدعين العالميين. هذا الانضمام يؤكد على مدى تنوع عالم الموضة وتزايد تقبله للمواهب من مختلف الثقافات والخلفيات.

التراث السوري.. مصدر إلهام لا ينضب

يستلهم رامي العلي، الذي يُقدم سنوياً خطي ملابس جاهزة، تصاميم مجموعته الجديدة للأزياء الراقية من التراث السوري العريق. هذا التوجه يعكس ارتباطه الوثيق بجذوره الثقافية، وقد تجلى ذلك بشكل لافت في تعاونه مع مجلس الحرف السوري لدعم هذه الرؤية.

يوضح العلي كيف بنى هويته وعلامته التجارية من أصوله وماضيه والأماكن التي عاش فيها، خصوصاً في الشرق الأوسط ودبي. يشير إلى أن كل هذه العناصر مجتمعة أثمرت عن الشكل المميز لعلامته التجارية وهويتها الفريدة، مما يعكس تجاربه الشخصية والثقافية في تصاميمه.

تأثر رامي العلي بشكل كبير بوالدته المؤرخة التي غرست فيه حباً عميقاً للتقاليد والتراث، وهو يستلهم بشكل خاص من الجماليات المعمارية والفنية لمدن دمشق وحلب وتدمر التاريخية. يرى المصمم السوري أن هذه السمات الجمالية لا توجد في أي مكان آخر، ويسعى جاهداً لإحيائها قدر الإمكان في كل مرة يُقدم فيها تصميماً جديداً.

تميّز أحد الفساتين المعروضة في مجموعته الأخيرة بزخارف منحوتة معقدة مصنوعة من قماش الكريب الأبيض العاجي، الملفوف والمخيط يدوياً. هذا العمل الفني الدقيق استغرق إنجازه نحو 300 ساعة عمل، مما يعكس التفاني والبراعة المطلوبة في تصميم الأزياء الراقية.

بعيداً عن أضواء منصات العرض والمشاهير، يلتزم المصمم السوري رامي العلي بدعم الفنانين السوريين في ظل الحرب التي اندلعت في البلاد قبل ما يزيد على 14 عاماً. يقوم بذلك من خلال مبادرة خيرية تحمل اسم «أرض ديار»، تجسد التزامه بقضايا بلاده ومجتمعه. يختتم العلي حديثه بتأكيد إيمانه بحرية أكبر للتعبير عن الذات اليوم، سواء سياسياً أو شخصياً أو إبداعياً، مشدداً على أن السوريين لديهم الكثير ليقولوه وقد اكتسبوا الجرأة والشجاعة لفعل ذلك.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *