شهد مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس، متجاهلين تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. قادت أسهم شركات الطيران هذا الصعود مدفوعة بتوقعات أرباح إيجابية من شركة دلتا إيرلاينز، مما يعكس ثقة المستثمرين في قوة الطلب الاستهلاكي رغم التحديات الاقتصادية.
أسهم شركات الطيران تدعم المؤشرات الأمريكية
قادت أسهم شركات الطيران الارتفاعات في السوق، فصعد سهم دلتا إيرلاينز بنسبة 12.5% عقب إعلان الشركة عن توقعات أرباح للربع الثالث والعام بأكمله تجاوزت تقديرات وول ستريت. هذا الأداء القوي يشير إلى تعافٍ ملحوظ في قطاع الطيران وثقة متزايدة في النمو المستقبلي.
تبعت شركات الطيران الأخرى خطى دلتا، حيث قفز سهم يونايتد إيرلاينز بنسبة 13.4%، بينما ارتفع سهم أميركان إيرلاينز بنسبة 12.5%. كما سجل مؤشر داو جونز للنقل، الذي يُعتبر مقياسًا حيويًا للصحة الاقتصادية الأمريكية، صعودًا بنسبة 3%، مما يعكس تحسنًا واسعًا في حركة النقل والطلب.
أكد كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورثلايت لإدارة الأصول، أن النتائج الإيجابية لدلتا تعد مؤشرًا جيدًا على متانة الطلب الاستهلاكي، متجاوزة التوقعات السابقة. هذا يدعم فكرة أن المستهلكين ما زالوا ينفقون، مما يعزز التفاؤل العام في السوق.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.25%، في حين زاد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.54%، مقتربًا بـ0.7% فقط من أعلى مستوى قياسي سجله في الرابع من ديسمبر الماضي. يعكس هذا الارتفاع مرونة السوق وقدرته على امتصاص الأخبار السلبية.
في المقابل، استقر مؤشر ناسداك، المتخصص في شركات التكنولوجيا، مع تراجع سهم ميتا بنحو 1%. كما شهد سهم إنفيديا تراجعًا طفيفًا بعد صعوده التاريخي الذي دفع قيمته السوقية إلى أربعة تريليونات دولار يوم الأربعاء، مما يشير إلى أخذ بعض الأسهم التقنية قسطًا من الراحة.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق والسياسة النقدية
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، عن حزمة رسوم جمركية جديدة شملت فرض رسوم بنسبة 50% على النحاس بدءًا من الأول من أغسطس المقبل. تضمنت الحزمة تهديدات بفرض رسوم مماثلة على الصادرات القادمة من البرازيل، بالإضافة إلى إشعارات تعريفية أُرسلت إلى سبعة شركاء تجاريين أصغر حجمًا.
يُتابع المستثمرون عن كثب مسار المفاوضات التجارية المتطورة، بينما تنتظر عدة دول موقفًا رسميًا من البيت الأبيض بشأن هذه الإجراءات. ورغم أن الأسواق تجاهلت تأثير هذه الرسوم بشكل مباشر اليوم، إلا أنها تبقى عاملًا مؤثرًا على المدى الطويل وتثير مخاوف بشأن اضطراب سلاسل الإمداد العالمية.
أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو أن أغلب الأعضاء يرون أن الظروف قد تستدعي خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام. اعتبر الأعضاء أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قد يكون مؤقتًا أو محدودًا، مما يدعم توجههم نحو تخفيف السياسة النقدية.
يُستبعد خفض أسعار الفائدة في يوليو المقبل، لكن احتمالات اتخاذ هذه الخطوة في سبتمبر ارتفعت لتصل إلى نحو 64% وفقًا لأداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME. هذا يعكس تزايد التوقعات بأن الفيدرالي سيتحرك قريبًا لدعم النمو الاقتصادي في مواجهة التحديات المحتملة.
توقعات الفيدرالي وبيانات سوق العمل
صرح ألبرتو مسلم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، أن التأثير الحقيقي للرسوم الجمركية على التضخم قد لا يتضح قبل نهاية العام الحالي أو حتى عام 2026. هذا التوضيح يفسر تمسك الفيدرالي بسياسة التريث والحذر في خفض الفائدة، لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل.
دفعت بيانات سوق العمل القوية، الصادرة الأسبوع الماضي، المؤشرات الأمريكية الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة، بعد تعافيها من التراجعات الحادة في أبريل إثر فرض الرسوم الجمركية الأولى، التي عُرفت بـ “يوم التحرير”. هذه البيانات تشير إلى سوق عمل قوي ومرن.
جاءت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية للأسبوع المنتهي في 5 يوليو عند 227 ألف طلب، وهو رقم أقل من توقعات المحللين التي أشارت إلى 235 ألفًا، وفق استطلاع أجرته رويترز. يدل هذا على استمرار قوة سوق العمل وتضاؤل مطالبات البطالة، مما يعزز الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
من بين التحركات اللافتة الأخرى، قفز سهم “WK Kellogg” بنسبة 30.6% وسط تقارير تفيد باقتراب شركة الحلويات الإيطالية “فيريرو” من إبرام صفقة لشراء شركة صناعة الحبوب. هذا يعكس اهتمام الشركات بعمليات الاندماج والاستحواذ في بيئة السوق الحالية.
في بورصة نيويورك، تفوق عدد الأسهم الصاعدة على الهابطة بنسبة 1.89 إلى 1، كما تفوقت الأسهم الصاعدة على الهابطة في ناسداك بنسبة 1.24 إلى 1. سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 اثنين وعشرين مستوى مرتفعًا جديدًا خلال 52 أسبوعًا مقابل أربعة مستويات منخفضة، بينما سجل مؤشر ناسداك المركب 67 مستوى مرتفعًا جديدًا و23 مستوى منخفضًا، مما يؤكد الزخم الإيجابي في السوق.