انفراد مانشيت.. وزير الثقافة يكشف تفاصيل تعميم الإعفاء الضريبي للمسارح ودعم المواهب ومعارض الأقاليم وكتاب المعاهدات التاريخية.

تعزز وزارة الثقافة المصرية، بقيادة الدكتور أحمد هنو، المشهد الثقافي والفني في البلاد عبر إطلاق مجموعة من المبادرات والمشروعات الطموحة. تركز هذه الجهود على توسيع نطاق المشاركة المجتمعية، وإحياء الفعاليات الفنية الكبرى، وتقديم الدعم للفنانين، مع التأكيد على أن الثقافة حق أصيل لكل مواطن مصري في كافة أنحاء الجمهورية.

عودة بينالي الإسكندرية وبريقه الثقافي

استعادت الإسكندرية بريقها الثقافي بعودة بينالي الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط، بعد توقف دام اثني عشر عامًا، حيث صدر قرار بتشكيل اللجنة العليا للدورة السابعة والعشرين. تؤكد هذه العودة أن الثقافة لا تقتصر على المدن الكبرى، بل تمتد جذورها العميقة إلى كل أنحاء مصر، بما في ذلك القرى والمدن بالمناطق الجنوبية. هذه الخطوة تمثل لحظة تجديد واحتفاء بالفن والثقافة البصرية، وتهدف إلى إحياء الفعاليات الفنية الكبرى وتوسيع المشاركة المجتمعية، خاصة لأبناء الصعيد والمناطق المهمشة، مما يعكس توجهًا نحو ثقافة شاملة ومستدامة. تضم اللجنة في تشكيلها نخبة من الفنانين التشكيليين والنقاد والأكاديميين والمتخصصين في مجالات الفنون البصرية والإدارة الثقافية.

دعم الفنون المسرحية والإعفاءات الضريبية

قدمت وزارة الثقافة مقترحًا إلى مجلس الوزراء لتعميم الإعفاء من الضريبة ليشمل عروض المسرح، إلى جانب عروض دار الأوبرا المصرية. يأتي هذا المقترح الحيوي لدعم انتشار الفنون المسرحية في مختلف المحافظات، ويسهم بشكل فعال في تعزيز دور المؤسسات الثقافية. يؤكد الوزير أن هذا التوجه يجسد رؤية الدولة لدعم الفنون الرفيعة وتيسير إتاحتها للجمهور الأوسع، مجددًا التأكيد على أن الثقافة حق أصيل لكل مواطن مصري.

اقرأ أيضًا: انطلاق.. حملة تطوير شاملة بالغردقة ورأس غارب و100 ألف جنيه غرامة تنتظر المخالفين

وافق مجلس الوزراء بالفعل على إعفاء المهرجانات ذات الطابع القومي التي تنظمها الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي “دار الأوبرا المصرية” من الضريبة على مقابل دخول المسارح. يشمل هذا القرار المهرجانات التي تقام خلال الموسم الفني 2025–2026 في مدن القاهرة والإسكندرية ودمنهور، مثل أوبرا عايدة، والمهرجان الصيفي للموسيقى والغناء، ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ومهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء. هذا الدعم المباشر يعكس التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والعدالة الثقافية، ونشر الفنون الجادة، والارتقاء بالذوق العام، وضمان وصول المنتج الثقافي والفني إلى جميع فئات المجتمع.

مبادرات ثقافية شاملة في الأقاليم

تحرص وزارة الثقافة على إقامة معارض للكتب في الأقاليم، لتأكيد رسالة مفادها أن الثقافة ملك لجميع المصريين دون استثناء. يعد معرض الفيوم الأخير الأول من نوعه في المحافظة، ويقام تحت إشراف الهيئة المصرية العامة للكتاب، بمشاركة أربع عشرة دار نشر خاصة، إضافة إلى قطاعات وزارة الثقافة المختلفة، ويضم أكثر من ألف وثلاثمئة عنوان متنوع. تعكس هذه المبادرات التزام الوزارة بنشر الوعي والمعرفة في كل زاوية من زوايا الوطن.

كما تهدف مبادرة “مصر تتحدث عن نفسها” إلى اكتشاف المواهب الحقيقية الكامنة في مختلف أنحاء مصر، وخاصة في الأقاليم والمدن والقرى. تسعى المبادرة إلى التفتيش عن الطاقات الإبداعية في مجالات فنية وأدبية متنوعة، مثل الشعر والرواية والغناء والتمثيل والموسيقى والفنون التشكيلية. يؤكد وزير الثقافة أن مصر تزخر بمواهب لم تتح لها الفرصة الكافية للظهور، مشددًا على أن “مصر تتحدث عن نفسها” مشروع وطني مستدام يمنح المواطنين مساحة للتعبير عن هويتهم، ويؤسس لثقافة تشاركية قادرة على التأثير والوصول للجميع.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. ترامب يطالب بالأمان لشعب غزة بعد مرورهم بالجحيم

تتواصل جهود الوزارة لترميم العديد من المجلدات والكتب والمعاهدات ذات الحالة المتدهورة، ووضعتها في أولويات الترميم نظرًا لأهميتها التاريخية. من بين هذه المخطوطات والكتب التي يتم ترميمها معاهدات تاريخية بين مصر وإنجلترا، وأطلس القطر المصري، ومجلد “المصري”. تهدف الوزارة إلى طباعة كتاب يضم هذه المعاهدات لتمكين المواطن المصري من التعرف على تاريخ بلده بسهولة ويسر.

تدرس وزارة الثقافة تطوير إحدى الفيلات التي استلمتها عام 1995 ولم تستغل بشكل أمثل، وتحويلها بالتعاون مع وزارة الاتصالات إلى مركز ثقافي حيوي. يهدف هذا المركز إلى خدمة المجتمع المحلي وتعزيز المشهد الثقافي والفني، من خلال تخصيص غرف لريادة الأعمال وأخرى لعرض المحتوى الأدبي، مما يدعم الإبداع والتنمية في المنطقة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *