نقلة نوعية.. المنيا تطلق زراعة فول الصويا والذرة الشامية لرفع الاكتفاء الذاتي من الزيوت ومضاعفة دخل المزارعين

يشهد قطاع الزراعة في محافظة المنيا تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مما أسهم في رفع إنتاجية الفدان وتحسين الوضع الاقتصادي للمزارعين بشكل ملموس. تركز الجهود الحالية على المحاصيل الصيفية الاستراتيجية مثل فول الصويا والذرة الشامية والمانجو، مع متابعة دقيقة لضمان جودة المحاصيل وحمايتها من الأمراض والآفات. تهدف هذه الجهود لتعظيم الاستفادة من الأراضي والموارد وتعزيز الاكتفاء الذاتي.

يشهد قطاع الزراعة في محافظة المنيا طفرة إنتاجية لافتة، انعكست إيجاباً على دخل المزارعين بفضل الزيادة الملحوظة في إنتاجية الفدان. تعد المحاصيل الصيفية، وعلى رأسها فول الصويا والذرة الشامية والمانجو، من الركائز الأساسية لهذه الطفرة. تتطلب هذه المحاصيل متابعة مستمرة لعمليات “تحميل المحصول” لضمان جودته وحمايته من الإصابة بالأمراض، مما يسهم في تحقيق أقصى استفادة اقتصادية.

تحميل المحاصيل وتعظيم العائد للمزارعين

أكد المهندس محمد عبد الرحمن محمود، وكيل وزارة الزراعة ومدير المديرية بالمنيا، استمرار الجولات الميدانية المكثفة على المحاصيل، لا سيما تجارب التحميل المحصولي لفول الصويا والمانجو. تكتسب هذه المحاصيل أهمية اقتصادية بالغة للمحافظة، وتهدف عمليات التحميل إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المساحة المنزرعة ووحدة السماد والمياه، مما يضمن استغلالاً كاملاً للأرض ويزيد العائد المادي للمزارع بشكل كبير من محصولين بدلاً من واحد.

اقرأ أيضًا: عاجل.. إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا فى غزة.. 250 شهيدا فى غارات على القطاع

تهدف هذه المتابعات المستمرة إلى تحقيق أقصى استفادة اقتصادية للمزارع، من خلال توفير أكثر من محصول في نفس المساحة وخلال الموسم الواحد. يسهم ذلك في تعظيم استغلال الأراضي المنزرعة بشكل فعّال، مع تخفيض تكاليف التقاوي والأسمدة ومياه الري. ينعكس هذا المردود الاقتصادي الكبير إيجاباً على دخل المزارع وعلى السوق المحلي من خلال زيادة المعروض من المنتجات الزراعية.

مكافحة الآفات وتأمين الإنتاج الاستراتيجي

أوضح وكيل الوزارة أن الهدف من المتابعات الميدانية هو التعرف على مدى الإصابة بالآفات مثل دودة الحشد والثاقبات، والتأكد من توافر المبيدات المناسبة في حال اتخاذ قرارات الرش. يتم ذلك وفقاً للتوصيات الفنية والكميات المسموح بها، خاصة لمحصول فول الصويا الذي تستحوذ فيه محافظة المنيا على النصيب الأكبر من المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية، مما يجعله محصولاً استراتيجياً يتطلب عناية خاصة.

يأتي الاهتمام المتزايد بالمحاصيل الزيتية بشكل عام، وفي مقدمتها فول الصويا، في وقت تتزايد فيه الحاجة الملحة لتوفير زيوت الطعام من المنتج المحلي. يهدف هذا التوجه إلى تخفيض فاتورة الاستيراد لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وبالتالي تحقيق أقصى درجات الاكتفاء الذاتي من هذه السلع الحيوية. هذا التركيز يعزز الأمن الغذائي للدولة ويدعم الاقتصاد الوطني.

اقرأ أيضًا: محدش كان متوقع.. السعر الرسمي للدولار اليوم الإثنين 9 يونيو 2025 أمام الجنيه المصري بعد الانخفاض الأخير.

دعم المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية

أفاد وكيل الوزارة بأن مشروع الابتكار الزراعي، الذي تنفذه هيئة التعاون الدولي الألمانية (GIZ)، يركز على تعزيز قدرات صغار المزارعين في زراعة محاصيل معينة. يسعى المشروع إلى تدعيم سلاسل القيمة واكتساب المزارعين مهارات التعاقد مع الأسواق المحلية والعالمية، بالإضافة إلى العمل على تسويق المنتجات الزراعية بفعالية. يهدف المشروع أيضاً إلى توحيد الحيازات مع الحفاظ على الملكية الخاصة والعامة، بالتوازي مع تحقيق المنفعة المتبادلة بين المنتج والمستهلك، مما يخفض التكلفة ويرفع المستوى المعيشي ويزيد الدخل الريفي.

أشار وكيل وزارة الزراعة إلى توجه الوزارة نحو توظيف كافة المشروعات العاملة في التنمية الزراعية لتوفير بيئة داعمة للمزارع. تهدف هذه البيئة إلى رفع إنتاجية المحاصيل بشكل مستمر، مما يسهم في تحقيق أعلى درجات الاكتفاء الذاتي من الناتج الزراعي الوطني. يتم ذلك مع الحفاظ الصارم على الموارد الطبيعية، لضمان استدامة التنمية الزراعية للأجيال القادمة ودعم الاقتصاد المحلي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *