تُثار حالة من التوتر في واشنطن بشأن الحرب الأوكرانية الروسية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. كشفت تقارير صحفية عن غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قرار البنتاجون تعليق تسليم أسلحة لأوكرانيا، مما دفعه لإصدار توجيه فوري بإرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية لكييف. هذا التطور يعكس تحولًا في موقف ترامب تجاه الصراع ورؤيته للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ترامب يغضب ويأمر بزيادة الأسلحة لأوكرانيا
عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحباطه وغضبه الشديد من مسؤولين في البنتاجون بسبب إعلانهم وقفًا مؤقتًا لبعض عمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا الأسبوع الماضي. أشارت مصادر مطلعة إلى أن هذه الخطوة تمت بدون تنسيق جيد مع البيت الأبيض، وربما لم يكن ترامب على علم بها مسبقًا. هذا النقص في التنسيق دفع ترامب لاتخاذ قرار سريع بإرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية لكييف.
أعلن البنتاجون الأسبوع الماضي تعليق تسليم صواريخ دفاع جوي ومدفعية دقيقة التوجيه وأسلحة أخرى لأوكرانيا. برر المسؤولون الأمريكيون هذا الإجراء بمخاوف من نقص المخزون العسكري الأمريكي، لكن قرار ترامب اللاحق يعني فعليًا عكس هذه الخطوة بشكل كامل. أكد ترامب في إعلانه أمس أن الولايات المتحدة ستضطر إلى إرسال المزيد من الأسلحة الحيوية لأوكرانيا.
كشفت مصادر أمريكية عن وجود معارضة داخلية بين قادة البنتاجون لقرار وقف التسليم، الذي تولى تنسيقه مسؤول السياسات في وزارة الدفاع، إلبريدج كولبي، قبل الإعلان عنه. أكد أحد المصادر أن ترامب “فوجئ” بالإعلان الذي لم يسبقه أي تشاور معه. من جانبه، نفى السكرتير الصحفي للبنتاجون، كينجسلي ويلسون، أن يكون وزير الدفاع بيت هيجسيث قد تصرف دون استشارة الرئيس.
جاء تعليق شحنات الأسلحة الأساسية في وقت عصيب تمر به أوكرانيا. واجهت كييف قصفًا جويًا روسيًا متزايدًا وأكثر تعقيدًا خلال الحرب التي تجاوزت ثلاث سنوات. أقر ترامب بهذه الحقيقة عندما أعلن عن التراجع عن قرار التعليق، مشددًا على أن الأوكرانيين “يجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، إنهم يتعرضون لضربات قاسية الآن”.
تحول موقف ترامب من بوتين وحرب أوكرانيا
أبدى الرئيس ترامب انزعاجه الواضح عندما سأله أحد المراسلين عن موافقته على تعليق الشحنات، قائلاً بغضب: “لا أعرف… لماذا لا تخبرني أنت؟”. هاجم ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين مباشرة، مشيرًا إلى أنه يطيل أمد الحرب دون داعٍ، وهي حرب قال ترامب إنه عازم على إنهائها بسرعة. هذا الموقف يمثل تحولًا كبيرًا عن تصريحاته السابقة.
صرح ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء بأنهم يتلقون “الكثير من الكلام الفارغ من بوتين”. أضاف: “إذا أردتم معرفة الحقيقة، إنه لطيف للغاية طوال الوقت، لكن اتضح أن كلامه لا معنى له”. هذه التصريحات تعكس تدهورًا كبيرًا في علاقة ترامب ببوتين، حيث أصبح الرئيس الأمريكي ينظر إلى بوتين كعقبة رئيسية أمام إنهاء الحرب.
صواريخ باتريوت وعقوبات جديدة في الأفق
تدرس إدارة ترامب إرسال أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز “باتريوت” إلى أوكرانيا، وذلك بعد تعهده بتعزيز دفاعات كييف ضد الهجمات الروسية المتزايدة. هذا التحرك المحتمل يشير إلى استعداد الولايات المتحدة لتقديم دعم عسكري نوعي لأوكرانيا. يوضح هذا التوجه الجديد مدى جدية ترامب في موقفه المتشدد تجاه بوتين.
هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على صناعة النفط الروسية في السابق، لكنه أحجم عن ذلك حينها في محاولة لدفع بوتين نحو محادثات السلام. ومع ذلك، أضاف ترامب أنه يدرس مشروع قانون لفرض عقوبات أو تعريفات جمركية على الدول التي تساعد روسيا في غزوها لأوكرانيا. هذا المشروع يقوده السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أحد حلفاء ترامب المقربين، ويحظى بدعم أكثر من 80 عضوًا في مجلس الشيوخ.
أفاد مصدر مطلع على تفكير ترامب بأن “الصيغة الحالية لمشروع القانون لا تمنحه المرونة الكافية”. يعمل البيت الأبيض حاليًا مع المشرعين لضمان أن تخدم التشريعات جهود ترامب لإنهاء الحرب، وتوفر له الأدوات اللازمة للتأثير على سير الأحداث. يهدف هذا التعاون إلى ضمان فعالية أي تشريع جديد في تحقيق أهداف الإدارة.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي لم تُظهر فيه روسيا أي مؤشرات على تباطؤ حملتها العسكرية. أطلق الكرملين، وفقًا لسلاح الجو الأوكراني، عددًا قياسيًا من الطائرات المسيرة والصواريخ بلغ 550 طائرة على كييف ومدن أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. أصابت هذه الغارات مباني سكنية، مما أدى إلى اشتعال النيران في سيارات الإسعاف ومركبات أخرى، مؤكدة الحاجة الماسة للدفاعات الجوية الأوكرانية.