فاطمة عبدالرحمن العوضي، شابة إماراتية بعمر 17 عاماً، حققت إنجازاً تاريخياً بتسلق قمة جبل إلبروس في روسيا، أعلى قمم أوروبا الشاهقة بارتفاع 5642 متراً. أصبحت بذلك أصغر إماراتية تبلغ هذه القمة المرموقة، ضمن رحلتها الطموحة لتسلق “القمم السبع” حول العالم، موجهةً رسالة أمل قوية تلهم الشباب العربي الطموح.
إنجاز تاريخي على قمة أوروبا
تمكنت فاطمة عبدالرحمن العوضي من بلوغ قمة جبل إلبروس، محققةً بذلك رقماً قياسياً جديداً لدولة الإمارات. يعد هذا الجبل أعلى نقطة في القارة الأوروبية، ويشكل إنجاز تسلقه في هذا العمر المبكر شهادة على تصميمها وروحها المغامرة اللامحدودة.
يأتي هذا التحدي ضمن رحلة فاطمة الطموحة نحو تسلق “القمم السبع” حول العالم، وهي أعلى القمم في كل قارة. كانت قد بدأت مسيرتها بتسلق قمة كليمنجارو، أعلى قمة في قارة إفريقيا، العام الماضي، بدعم من “دار التمويل” كشريك استراتيجي في رحلتها.
واجهت المتسلقة الشابة فاطمة تحديات جمة أثناء صعودها جبل إلبروس، شملت قسوة الطقس والتضاريس الوعرة جداً. استطاعت التغلب على هذه الظروف الصعبة، ورفعت علم الإمارات بكل فخر على القمة، لتجسد بذلك قيم العزيمة والإصرار التي تتميز بها الكوادر الإماراتية الشابة.
طموح “القمم السبع” ودعم القيادة
أهدت فاطمة عبدالرحمن العوضي هذا الإنجاز غير المسبوق إلى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات. خصت بالذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقديراً لدعمه اللامحدود للشباب وتمكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم الكبيرة.
كما عبرت فاطمة عن عميق امتنانها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. هذا الإهداء يعكس عرفانها بالجميل للدور المحوري لسموها في دعم وتمكين المرأة الإماراتية باستمرار.
أكدت فاطمة أن دعم القيادة المتواصل كان المحرك الأساسي وراء إنجازها الكبير. وقالت: “لولا إيمان قيادتنا بنا، وتشجيعهم المتواصل، لما تمكنت من الوصول إلى هذه القمة. أهدي هذا الإنجاز إلى من علمونا أن الإماراتي لا يعرف المستحيل، ونحن نترجم هذا التعليم فعلاً لا قولاً”.
رسالة إلهام للشباب الإماراتي
تمثل فاطمة عبدالرحمن العوضي نموذجاً ملهماً للشباب الإماراتي الطموح، وسفيرة حقيقية لأحلام تتجاوز الحدود الجغرافية والفكرية. تستلهم فاطمة من تجاربها المتنوعة في العمل التطوعي ومهارات القيادة التي صقلتها خلال مسيرتها لتحقيق أقصى درجات النجاح.
لا يقتصر شغف فاطمة بالمغامرة على التسلق فحسب، بل تسعى لدمج هذا الشغف مع أهدافها المجتمعية النبيلة. تخطط لإطلاق مبادرات بيئية وإنسانية مستقبلاً، بهدف دعم المجتمعات المهمشة وحماية الطبيعة، لتترك بذلك بصمة إيجابية ومؤثرة في العالم أجمع.
تؤمن فاطمة بأن العمر لا يقيّد القدرات البشرية، وأن الأحلام الكبيرة تنمو جنباً إلى جنب مع التعلم المستمر واكتشاف الذات. صرحت: “قد أكون الآن أقرب إلى خط البداية من خط النهاية، لكنني أؤمن بأن العمر لا يقيّد القدرات، وأن الأحلام الكبيرة تنمو جنباً إلى جنب مع التعلم. الحياة قصيرة جداً لنكتفي بالمعتاد، وعلينا أن نكتشف العالم، ونستكشف ذواتنا باستمرار”.
أكدت فاطمة أن الهدف من هذه الإنجازات يتجاوز مجرد الوصول إلى القمم الجغرافية. وقالت: “الأمر لا يتعلق بالوصول إلى القمم فحسب، بل بإثبات أن للشباب الإماراتي والعربي، وخصوصاً الفتيات، دوراً في القيادة، وفي المغامرة، وفي صنع التغيير الحقيقي والملموس”.
عبرت فاطمة عن امتنانها العميق لوالديها، مشيدة بدورهما الكبير في مسيرتها الملهمة. قالت: “إلى والدتي الدكتورة أمل القبيسي، كنتِ مرساتي ومصدر قوتي اللامحدود. وإلى والدي الراحل عبدالرحمن العوضي، علمتني أن أسير نحو القمة بثبات حتى ألامس الغيوم”.