تشهد سماء الأرض هذا المساء فرصة فلكية استثنائية لرصد كوكب عطارد بالعين المجردة. يصل الكوكب اليوم إلى أقصى استطالة شرقية له، مبتعدًا عن قرص الشمس بمقدار 26 درجة زاوية، مما يجعله مرئيًا بوضوح بعد غروب الشمس. هذه الظاهرة نادرة ومهمة للراصدين والمصورين، خصوصًا أن عطارد غالبًا ما يكون صعب الرؤية بسبب قربه الشديد من الشمس.
ما هي الاستطالة الشرقية لعطارد؟
الاستطالة هي الزاوية التي يصنعها الكوكب بالنسبة للشمس كما تُرى من الأرض. عندما يكون عطارد في أقصى استطالة شرقية، يظهر في سماء المساء بعد غروب الشمس، ويبلغ أعلى ارتفاع نسبي له فوق الأفق الغربي. هذه الوضعية الفلكية تمكننا من رؤيته بشكل أوضح بكثير مما هو معتاد.
يعتبر عطارد أقرب كواكب المجموعة الشمسية إلى الشمس، ولذلك فهو غالبًا ما يغيب معها أو قبلها بقليل، مما يجعل رصده تحديًا كبيرًا. لكن خلال الاستطالة الشرقية، يبتعد الكوكب نسبيًا عن وهج الشمس، وتتاح له أفضل ظروف الرؤية في المساء حيث يبدو متألقًا في السماء المظلمة بعد الغروب.
دليلك لرصد عطارد بالعين المجردة
في هذا اليوم، يمكن رؤية عطارد فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس بوضوح. سيظهر بلمعان يبلغ +0.4 قدر ظاهري، وهو ما يكفي لرصده بالعين المجردة من موقع مظلم وبسماء صافية تمامًا. الكوكب سيظل مرئيًا لمدة 73 دقيقة فقط بعد غروب الشمس، لذا يجب التحرك بسرعة.
لرصد الكوكب، يُنصح بمراقبة الأفق الغربي بعد الغروب بمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة. بعد ذلك، سيظهر عطارد كنقطة بيضاء مضيئة لا تومض. يمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة، أو بوضوح أكبر باستخدام منظار صغير إذا توفر لديك.
نصائح لمحبي التصوير الفلكي
هذه الليالي تمثل فرصة مثالية لالتقاط صور جميلة لكوكب عطارد. يمكن للمصورين الفلكيين استغلال هذه الظاهرة لتصوير الكوكب، خصوصًا إذا تزامن ظهوره مع مشهد طبيعي جذاب أو معلم بارز في الأفق. الإعداد المسبق للكاميرا واختيار الموقع المناسب سيساعد في الحصول على لقطات مذهلة.
إذا كنت من محبي السماء أو تبحث عن تجربة رصد فلكية جديدة، فلا تفوت فرصة هذا المساء النادرة. وجه ناظريك نحو الغرب بعد غروب الشمس بدقائق قليلة، وتأمل كيف يشق عطارد طريقه بهدوء في سماء المساء.