إجابة بسيطة.. لماذا تسبب حريق سنترال رمسيس بتعطل خدمات الاتصالات في مصر

شهد سنترال رمسيس، أحد أبرز مراكز الاتصالات في مصر، حريقًا هائلًا أودى بحياة أربعة موظفين وأصاب العشرات. تسبب الحادث في شلل واسع بخدمات الاتصالات والإنترنت والدفع الإلكتروني، طال القاهرة ومختلف المحافظات لساعات طويلة.

أبعاد حريق سنترال رمسيس وتأثيره الكارثي

التهبت طوابق حيوية داخل مبنى سنترال رمسيس في حريق ضخم استمر لساعات، قبل أن تنجح فرق الإطفاء في السيطرة عليه بصعوبة بالغة. لم يقتصر تأثير هذا الحريق على الأضرار البشرية والمادية الجسيمة فحسب، بل امتد ليشمل تعطيل قطاع عريض من الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها ملايين المصريين يوميًا.

يعد سنترال رمسيس أكثر من مجرد مركز عادي للهواتف الأرضية، فهو يمثل عصب البنية التحتية لقطاع الاتصالات برمته في مصر. يصنفه الخبراء كأحد أهم السنترالات الرئيسية على مستوى القاهرة الكبرى، ويمكن وصفه بأنه “العقل المركزي” الذي يدير ويوجه العديد من الخدمات الحيوية، مما يبرز حجم الأزمة التي تسببت بها الكارثة.

اقرأ أيضًا: جوجل تحذر.. استخدموا مفاتيح مرور مقاومة للتصيد لحماية حساباتكم

يضم السنترال أجهزة السويتشات الرئيسية لشبكات التليفون والإنترنت، مما يجعله نقطة ارتكاز حيوية لا يمكن الاستغناء عنها. بالإضافة إلى ذلك، تمر من خلاله كابلات فايبر رئيسية تربط القاهرة بباقي محافظات الجمهورية، ويوفر السنترال خدمات الاتصال لعدد كبير من المناطق الحيوية في محيط وسط البلد.

يمر عبر هذا السنترال قدر هائل من “ترافيك” البيانات والخدمات المتعددة، مما يؤكد دوره المحوري في تشغيل الشبكات الوطنية. لذلك، فإن أي خلل أو عطل يصيب هذا الموقع الاستراتيجي ينعكس فورًا على مستوى جودة واستمرارية خدمات الاتصالات على نطاق واسع داخل وخارج العاصمة.

لماذا يُعد سنترال رمسيس شريان الاتصالات في مصر؟

على الرغم من استقلالية شركات الاتصالات الأخرى مثل أورنج وفودافون، فإن لديها في كثير من الأحيان وصلات ربط رئيسية، تعرف باسم “Backhaul”، تمر من خلال سنترالات المصرية للاتصالات. يأتي هذا ضمن اتفاقيات المشاركة للبنية التحتية الأساسية، التي تضمن كفاءة وتكامل الشبكات على المستوى الوطني.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. بيل جيتس يغادر قائمة أغنى 10 مليارديرات في العالم بسبب العمل الخيري

هذا يعني أن خدمة الإنترنت التي تستخدمها على هاتفك المحمول، حتى وإن كانت مقدمة من شركة خاصة، يمكن أن تعبر في بعض الأحيان من خلال كابلات داخل سنترال رمسيس. لذلك، عندما وقع الحريق المدمر، تضررت أجزاء حيوية من هذه البنية التحتية المشتركة، مما أدى بشكل مباشر إلى تباطؤ أو انقطاع مؤقت في خدمات الاتصالات لقطاع كبير من المستخدمين.

فهم أسباب تعطل الشبكات والخدمات المالية

تعتمد الخدمات البنكية وأنظمة الدفع الإلكتروني بشكل كبير على خوادم مركزية تتطلب إنترنت ثابتًا وموثوقًا به، وربطًا مباشرًا بشركات الاتصالات أو عبر كابلات خاصة عالية السرعة. في كثير من الحالات، تكون سيرفرات الشركات في القاهرة مربوطة بخط رئيسي يمر عبر سنترال رمسيس المركزي.

عندما اندلع الحريق، فقدت هذه السيرفرات الحيوية قدرتها على الاتصال بالشبكة، أو تعرضت لانقطاع مفاجئ للكهرباء والإنترنت. أدى ذلك إلى توقف التعاملات المالية بشكل شبه كامل في العديد من المؤسسات، مما تسبب في ارتباك وتعطيل لقطاع حيوي يعتمد عليه الاقتصاد المصري بشكل كبير.

بالنسبة للمحافظات الأخرى، فقد بدأت تشعر بالأثر السلبي للحادث فور تعطل الخطوط الرئيسية المتصلة بسنترال رمسيس. نتج عن ذلك ظاهرة “عنق الزجاجة” (Network Congestion)، حيث تتكدس البيانات ولا تتمكن من المرور بسلاسة عبر الشبكة، مما أدى إلى بطء شديد أو توقف لخدمات الإنترنت والاتصالات.

لا يقتصر دور سنترال رمسيس على خدمة القاهرة الكبرى فحسب، بل تمتد كابلات الفايبر الرئيسية التي تخرج منه لتغطي عددًا كبيرًا من المدن والمحافظات المصرية. لهذا السبب، يؤدي أي حريق أو قطع في نقطة مركزية بهذا الحجم، مثل سنترال رمسيس، إلى موجة ارتدادية قوية (Ripple Effect) تؤثر سلبًا على الشبكة بأكملها، مما يوضح حجم التحدي الذي واجهته فرق الاستجابة.

على الرغم من وجود نسخ احتياطية للعديد من الأنظمة والبيانات، فإن هذه النسخ غالبًا لا تكون فورية أو لحظية (Real-time). هذا يعني أنها تحتاج لبعض الوقت كي يتم تفعيلها ونقل الخدمات إليها، مما يتسبب في فترات انقطاع مؤقتة حتى يتم استعادة التشغيل.

في بعض الأحيان، لا تقوم كل الشركات بتوزيع عبء العمل (Load Balancing) بشكل مثالي على خوادمها وشبكاتها. هذا الاعتماد المفرط على مواقع مركزية معينة يزيد من خطر التعطل الشامل في حال تعرض تلك المواقع لمشكلة مفاجئة، مما يبرز أهمية تنويع المسارات والبنية التحتية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *