عملاق فضائي.. اكتشاف المذنب البينجمي 3I/ATLAS أضخم زائر نجمي رصد حتى الآن

أعلن علماء الفلك عن اكتشاف المذنب 3I/ATLAS، ثالث مذنب بينجمي يرصد في نظامنا الشمسي والأضخم حتى الآن. يمثل هذا الزائر الفضائي، الذي ينطلق بسرعة هائلة، فرصة ذهبية لدراسة مادة نادرة من نظام نجمي آخر. تكشف هذه الملاحظة المبكرة أسرار تشكل الكواكب وستسهم في فهم أعمق للكون.

رُصد المذنب، الذي عُرف سابقًا بالرمز A11pl3Z، لأول مرة في 1 يوليو الجاري. تم الاكتشاف بواسطة تلسكوب ATLAS المتواجد في تشيلي. أكد مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي (IAU) طبيعته بينجمية في نفس اليوم.

أظهرت صور سابقة وجود المذنب في السماء منذ منتصف شهر يونيو. هذا الكشف المبكر يعزز بشكل كبير فرص العلماء لدراسة المذنب 3I/ATLAS بشكل موسع. سيتمكن الباحثون من مراقبته قبل اقترابه من الشمس وتأثير حرارتها عليه.

اقرأ أيضًا: احسم قرارك.. مقارنة مفصلة بين سيات أرونا ونيسان جوك 2025 لتختار الأنسب لك

اكتشاف المذنب 3I/ATLAS: العملاق البينجمي الجديد

يُقدر العلماء سرعة انطلاق المذنب بنحو 150 ألف ميل في الساعة، أي ما يعادل 240 ألف كيلومتر في الساعة. هذه السرعة الهائلة تجعله مستحيلًا على الشمس أن تجذبه إلى مدار دائم حولها. سيواصل المذنب مساره متجاوزًا نظامنا الشمسي.

تشير التقديرات الأولية إلى أن قطر نواة المذنب 3I/ATLAS يتراوح بين 10 و20 كيلومترًا. هذا يجعله أكبر مذنب بينجمي يتم رصده حتى الآن بفارق كبير. يتجاوز هذا الحجم أبعاد الزائرين البينجميين السابقين، أومواموا الذي ظهر في عام 2017، وبوريسوف الذي رُصد في عام 2019.

كما رصد العلماء بدايات نشاط مذنبي على سطح 3I/ATLAS. شمل هذا النشاط ملاحظة هالة خافتة وذيل قصير بدأ في التشكل. هذه الملاحظات دفعت العلماء لتصنيفه أيضًا كمذنب نشط تحت الاسم الرسمي C/2025 N1 (ATLAS).

اقرأ أيضًا: المستقبل الآن.. أسعار 5 سيارات موديل 2026 زيرو تصل السوق المصري

فرصة علمية لدراسة أصول الكون

تكمن الأهمية الكبرى لهذا الاكتشاف في توقيته المبكر للغاية. يتيح ذلك للعلماء فرصة غير مسبوقة لرصد جسم بينجمي “نقي”. يمكن دراسة المذنب بدقة قبل أن تؤثر عليه حرارة الشمس وتغير من خصائصه الأساسية.

من المتوقع أن يمر المذنب 3I/ATLAS على مسافة 1.4 وحدة فلكية من الشمس في أكتوبر عام 2025. يعتبر هذا الموقع مثاليًا للمراقبة الفلكية المتقدمة. سيوفر هذا المسار البعيد نسبيًا نافذة زمنية كافية للدراسات المكثفة.

يشدد الفلكيون على أهمية هذا الاكتشاف المبكر في تتبع مسار المذنب وتكوينه بدقة. يؤكدون أن الوقت محدود لدراسة المذنب قبل أن يتعرض لتأثيرات حرارة الشمس الشديدة مع اقترابه من نقطة الحضيض الشمسي.

يأمل العلماء أن تساعد التحاليل الطيفية والصور المفصلة في كشف المكونات الكيميائية لهذا المذنب الغريب. قد يمدهم ذلك بأدلة جديدة وحاسمة حول كيفية تشكّل الكواكب في أنظمة نجمية أخرى بعيدًا عن نظامنا الشمسي.

المستقبل يكشف المزيد من زوار الفضاء

يأتي هذا الاكتشاف المذهل في وقت يشهد فيه علم الفلك تطورًا كبيرًا في أدوات وتقنيات الرصد الحديثة. يقترب افتتاح مرصد فيرا روبن (Vera C. Rubin Observatory)، الذي من المتوقع أن يعزز بشكل كبير قدرة العلماء على رصد المزيد من الزوار الفضائيين من خارج نظامنا الشمسي.

يمثل المذنب 3I/ATLAS فرصة نادرة لدراسة بقايا جليدية وبدائية قادمة من نظام نجمي آخر. تُضاف هذه الفرصة إلى قائمة قصيرة جدًا من الأجسام التي دخلت النظام الشمسي قادمة من أعماق المجرة. تحمل هذه الأجسام معها أسرارًا قد تُغير فهمنا الحالي لأصل وتطور الكواكب والكون بأسره.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *