فن الكلمة.. معرض الفيوم للكتاب يستضيف أمسية شعرية وقصصية تثري الوجدان

شهد معرض الفيوم للكتاب أمسية أدبية نقدية مميزة، جمعت بين الشعر والقصة القصيرة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة. ناقشت الأمسية ديوان “صفحة من كتاب الأماني” للشاعر محمود أحمد، والمجموعة القصصية “أحيانًا أكون أنا” لعادل الجمال، وسط حضور نوعي من الأدباء والمثقفين.

أمسية أدبية جامعة في معرض الفيوم للكتاب

نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، هذه الأمسية الثقافية البارزة ضمن فعاليات معرض الفيوم للكتاب. جمع اللقاء نخبة من الأدباء والنقاد، حيث أدار النقاش الصحفي طارق محمود عوض، بمشاركة الدكتورة شيرين العدوي، الشاعرة والناقدة الأدبية، بالإضافة إلى الناقد الدكتور محمد صلاح زيد. ركزت الأمسية على تقديم رؤى نقدية معمقة لعملين أدبيين جديدين، مما أثرى المشهد الثقافي في الفيوم.

“صفحة من كتاب الأماني”: رؤى شعرية عميقة

تطرقت الدكتورة شيرين العدوي في كلمتها إلى ديوان “صفحة من كتاب الأماني” للشاعر الدكتور محمود أحمد. أكدت الدكتورة العدوي أن الشاعر يطلق العنان لخياله ووجدانه، مقدمًا تجربة شعرية فريدة تتجاوز التأريخ التقليدي. تعتمد هذه التجربة على استخدام الإشارات والدلالات والصور الجمالية التي تضمن خلود قصائده عبر الأجيال، مما يعمق تأثيرها الفني والفكري لدى القارئ.
أضافت الدكتورة شيرين أن الديوان يمثل مرآة تعكس الذات الجمعية، من خلال معالجته لموضوعات حيوية تمس الوعي المجتمعي. يتناول الديوان قضايا هامة مثل أدب الطفل، وقضايا المرأة بأسلوب حساس ومؤثر، بالإضافة إلى تفكيك أيديولوجيات التطرف، مما يجعله عملاً أدبياً ذا بعد اجتماعي وثقافي واسع.

اقرأ أيضًا: مش مجرد موبايل.. مراجعة شاملة لهاتف هونر 400 برو الجديد هتغير فكرتك عن الهواتف

“أحيانًا أكون أنا”: سرد مكثف وتأملات وجودية

تناول الناقد الدكتور محمد صلاح زيد المجموعة القصصية “أحيانًا أكون أنا” للكاتب عادل الجمال بالنقد والتحليل. أعرب الدكتور صلاح زيد عن إعجابه الشديد بالتقنيات السردية المميزة التي اعتمدها الكاتب، خاصة السرد المكثف والإيجاز والتلميح التي ميزت نصوص المجموعة بشكل لافت. هذه التقنيات أضافت عمقًا وتركيزًا للقصص، مما يعكس براعة الكاتب في بناء عوالمه السردية.
توقف الناقد عند عنوان المجموعة، متسائلًا عن دلالة كلمة “أحيانًا” بدلًا من “دائمًا”. أوضح الدكتور صلاح زيد أن الكاتب يجيب عن هذا التساؤل عبر قصصه، لا سيما تلك التي تدور حول ثنائية الواقع والحلم، وازدواجية الذات الساردة بين “الأنا” و”الآخر”. هذا التناول الفلسفي يعكس تعقيدات الهوية والتجربة الإنسانية بأسلوب شيق ومثير للتفكير.
أشار الدكتور صلاح زيد إلى قصة “الكافورة العجوز”، حيث جسّد الكاتب المكان ببراعة كرفيق وونس للشخصيات، عبر وصف دقيق وشفاف لشارع وفندق. كما تناولت قصة أخرى مشاعر الاغتراب والوحدة بعمق، من خلال حكاية ابن مغترب متزوج من سيدة إندونيسية، مما يعكس تحديات العيش بعيدًا عن الوطن.
في قصة “أحيانًا أكون أنا غالبًا”، يقدم الكاتب شخصية الشاب يونس الذي يحلم بالزواج من حبيبته “عزيزة”، لكن القدر يحول دون ذلك وتنتهي قصة حبه بزواجها من آخر. كذلك، يسلط الضوء في قصة “أبو سعاد” على شخصية بطل شعبي مزعوم، وفي قصة “عبد الحميد وأنا” على طالب جامعي يعمل بائع فول، ثم يختفي فجأة في قصص تنبض بالحياة اليومية والتفاصيل الواقعية المؤثرة.
عبر الحضور في ختام الأمسية عن تقديرهم العميق لهذه التجربة الأدبية والنقدية الثرية. لامست هذه الأمسية مشاعرهم وأثرت وجدانهم، مقدمة لهم فرصة للاستمتاع بجديد الأدب والنقد ضمن أجواء ثقافية ملهمة في قلب الفيوم، مؤكدة على أهمية هذه الفعاليات في إثراء المشهد الثقافي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *