تصدر تحليل الهوموسيستين محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، بعد انتشار مقطع فيديو سلط الضوء على ارتباطه بمشكلات صحية ونفسية شائعة كأمراض القلب والتفكير المفرط. يعد هذا التحليل فحصًا دمويًا يقيس مستوى حمض أميني حيوي بالجسم، ويكشف عن مؤشرات هامة تتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية ونقص الفيتامينات الأساسية.
يُعرف الهوموسيستين بأنه حمض أميني يتواجد بكميات ضئيلة داخل الدم بشكل طبيعي. تساعد فيتامينات B6 و B9 (حمض الفوليك) و B12 الجسم على تكسير الهوموسيستين وتحويله إلى مواد أخرى ضرورية. من المفترض أن تظل مستويات الهوموسيستين منخفضة جدًا في الدم عندما تعمل هذه العملية بكفاءة تامة.
ما هو الهوموسيستين؟
وفقًا لخبراء موقع كليفلاند كلينك، فإن تحليل الهوموسيستين هو اختبار طبي بسيط يعتمد على سحب عينة من الدم بالطريقة التقليدية. يهدف هذا الفحص إلى قياس كمية الأحماض الأمينية المعروفة بالهوموسيستين الموجودة في الدم. يُعد الفحص جزءًا أساسيًا من تقييم الصحة العامة للمريض.
تُشكل عملية تحويل الهوموسيستين خط الدفاع الأول للحفاظ على مستوياته الطبيعية. تساعد فيتامينات مجموعة “ب” الثلاثة، وهي B6 و B9 و B12، الجسم في إتمام هذه العملية الحيوية بفاعلية. عندما تتم هذه الوظيفة بشكل صحيح، يضمن الجسم أن كميات الهوموسيستين في الدم تظل عند مستويات ضئيلة للغاية ولا تشكل أي خطر على الصحة.
مخاطر ارتفاع الهوموسيستين على الصحة
إذا تعطلت عملية معالجة الهوموسيستين داخل الجسم، فإن مستوياته قد ترتفع بشكل ملحوظ. يمكن أن يؤدي تراكم الهوموسيستين في الشرايين إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المتعددة. يشمل ذلك مجموعة من الحالات الخطيرة التي تهدد صحة الجهاز الدوري.
يرتبط ارتفاع الهوموسيستين بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر. تشمل هذه الحالات جلطات الدم التي قد تسد الشرايين، ومرض القلب التاجي الذي يؤثر على إمداد القلب بالدم، إضافة إلى تصلب الشرايين الذي يقلل من مرونتها ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو احتشاء عضلة القلب. يمكن أن يؤدي ارتفاعه أيضًا إلى مرض الأوعية الدموية الطرفية والسكتة الدماغية.
أهمية تحليل الهوموسيستين ودواعي إجرائه
يُقدم تحليل الهوموسيستين معلومات قيمة تساعد الأطباء في تشخيص العديد من المشكلات الصحية الهامة. يكشف التحليل بشكل فعال عن نقص فيتامينات B6 أو B12 أو B9 (حمض الفوليك)، وهي فيتامينات ضرورية للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية. هذا يساعد في اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة لمعالجة النقص.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد تحليل الهوموسيستين في تقييم خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية لدى الأفراد الأصحاء والمرضى على حد سواء. يتيح هذا الفحص مراقبة دقيقة لحالة الأشخاص المصابين بأمراض القلب، لتحديد ما إذا كانت الحالة تتفاقم رغم تلقي العلاج، أم أنها مستقرة وتستجيب للتدخلات الطبية.
يمكن إجراء فحص الهوموسيستين كجزء من عملية الفحص الروتينية لحديثي الولادة. يُمكن لهذا التحليل الكشف عن حالة وراثية نادرة تعرف باسم “بيلة الهوموسيستين”. يُشير هذا الاضطراب إلى عدم قدرة جسم الطفل على معالجة أنواع معينة من الأحماض الأمينية بشكل صحيح، مما يؤثر على استفادته منها.