@ شهدت اسواق العملات الرقمية صعودا ملحوظا في سعر عملة شبكة بي نتورك Pi Network اليوم الاربعاء الموافق التاسع من يوليو عام 2025. هذا الارتفاع ياتي في ظل تصاعد مستمر في الدين العام الامريكي وما يرافقه من تحذيرات صريحة للمستثمرين في جميع الاسواق العالمية. هذه التطورات مجتمعة ترسم صورة معقدة لبيئة اقتصادية تتسم بغياب اليقين والقلق حيال مسارات النمو والاستقرار المستقبلي.
اداء بي نتورك في ظل التحديات العالمية
ارتفع سعر عملة بي نتورك الرقمية خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية بنسبة 1.85 بالمئة. هذا الصعود دفع العملة لتسجيل قيمة بلغت 0.4641 دولار وفق ما افادت به بيانات منصة كوين ماركت كاب المتخصصة في تتبع اسعار العملات الرقمية. تجاوز حجم التداول اليومي للعملة حاجز 53.67 مليون دولار بينما قدرت القيمة السوقية الاجمالية لمشروع بي نتورك بنحو 3.55 مليار دولار امريكي.
تشير مجموعة من المؤشرات الفنية البارزة مثل مؤشر القوة النسبية ار اس اي RSI ومؤشر تباعد وتقارب المتوسطات المتحركة ماك دي MACD الى ضعف واضح في قوة الشراء الحالية للعملة. هذا الواقع يعني ان عددا محدودا من المتداولين فقط يظهرون استعدادا فعليا للشراء عند المستويات السعرية الراهنة. وفي حال لم ينجح السعر في الحفاظ على مستوى 0.44 دولار، فان من المرجح ان يشهد انخفاضا قد يصل به الى 0.40 دولار وهو مستوى يوصف بانه “حساس” للغاية بحسب تقديرات خبراء السوق.
مع ذلك، يبقى الامل معلقا على احتمال اطلاق الشبكة الرئيسية للمشروع، المسماة ماين نت Mainnet، خلال الاشهر القادمة. هذا الحدث المنتظر قد يوفر دفعة ايجابية قوية لسعر العملة ويزيد من جاذبيتها. على الرغم من ذلك، فان غياب الادراج الرسمي لعملة بي نتورك على المنصات الرئيسية ذات السمعة العالمية مثل بايننس وكوين بيس لا يزال يشكل عائقا كبيرا امام بناء الثقة وتوفير السيولة اللازمة لنمو العملة بشكل مستدام.
ضغط الديون الامريكية يهدد استقرار الاسواق
في سياق متصل، يشير خبراء الاقتصاد الى ان التصاعد المستمر للدين العام الامريكي دون وجود حلول ملموسة وفعالة قد يؤدي الى تفاقم معدلات التضخم وانخفاض قيمة الدولار الامريكي بشكل حاد. هذا الوضع سينعكس سلبا على استقرار العملات الرقمية بصفة عامة ومن بينها عملة بي نتورك بشكل خاص. لقد تجاوز الدين العام الامريكي حاجز 36 تريليون دولار وهو ما يعادل 122 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة وهو مستوى لم يشهده الاقتصاد الامريكي منذ الحرب العالمية الثانية.
لقد وصف الملياردير الشهير ايلون ماسك هذا الوضع بانه “قنبلة دين موقوته” محذرا في الوقت ذاته من ازمة اقتصادية وشيكة وكبرى ما لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة وحاسمة لتصحيح المسار. وبينما يواصل صناع القرار في الولايات المتحدة سياسة رفع سقف الدين العام دون اي اصلاحات هيكليه جادة، تزداد المخاوف لدى المستثمرين الدوليين. يترقب هؤلاء المستثمرون بقلق بالغ تاثير هذا الوضع على الاستقرار المالي الامريكي ومعه تاثيره على الاسواق المرتبطة بشكل وثيق بالدولار مثل اسواق العملات الرقمية.