مبادرة كبرى.. ألمانيا تدعم ٢٣ مشروعاً مجتمعياً بمصر بـ ١٣ مليون جنيه مصري عام ٢٠٢٥

أكدت السفارة الألمانية بالقاهرة دعمها القوي للمجتمع المدني المصري، معلنةً عن تقديم 13 مليون جنيه مصري لـ 23 منظمة غير حكومية مصرية ضمن برنامج المشاريع الصغيرة لعام 2025. تستهدف المبادرة تعزيز التنمية المحلية بمجالات حيوية مثل التعليم، التدريب المهني، الرعاية الصحية، وحماية البيئة، بالإضافة إلى تمكين المرأة، امتدادًا لدور المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية.

السفارة الألمانية تعزز التنمية المجتمعية في مصر

تؤكد السفارة الألمانية في القاهرة التزامها الراسخ بالتضامن والمسؤولية الاجتماعية والشراكة الفاعلة، مسلطة الضوء على دورها المحوري في دعم جهود التنمية المستدامة في مصر. يأتي هذا التأكيد ضمن إطلاق برنامجها للمشاريع الصغيرة لعام 2025، الذي يعد خطوة استراتيجية نحو تقديم دعم مباشر وفعال لمواجهة التحديات التنموية الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمعات المحلية في البلاد.

خصصت السفارة الألمانية في إطار هذا البرنامج الطموح مبلغًا إجماليًا قدره 13 مليون جنيه مصري. يوجه هذا الدعم لـ 23 منظمة مصرية غير حكومية (NGOs) تنتشر في جميع أنحاء مصر، مما يعكس رؤية شاملة للوصول إلى المناطق الأكثر احتياجًا وتعزيز قدرة هذه المنظمات على إحداث فرق إيجابي ومستدام على أرض الواقع.

اقرأ أيضًا: فلوسك هتزيد قريب.. اعرف موعد صرف مرتبات يونيو 2025 والزيادة الجديدة في الحد الأدنى للأجور

عبّر السفير الألماني يورجن شولتس عن تقديره العميق للعمل المحوري الذي يقوم به المجتمع المدني المصري. أكد السفير أن “المجتمع المدني ليس رفاهية بل هو العمود الفقري للتنمية”، مشيدًا بحيوية وتنوع وشجاعة هذا القطاع في مصر، وموضحًا أن هذا الدعم يمثل استثمارًا في الأشخاص والأفكار والمستقبل، مع التزام مستمر بالتضامن والاحترام.

نطاق الدعم ومجالاته الحيوية

تستهدف المبادرة دعم مجموعة واسعة من القطاعات التنموية المحلية الحيوية. تشمل هذه القطاعات تحسين جودة التعليم، وتوفير فرص التدريب المهني الذي يؤهل الشباب لسوق العمل بمهارات حديثة، بالإضافة إلى تعزيز الرعاية الصحية لضمان وصول الخدمات الطبية الأساسية للمجتمعات المحرومة. كما تمتد أهداف المبادرة لتشمل حماية البيئة وتطوير حلول مستدامة، إلى جانب تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا لتعزيز دورها في المجتمع.

تنتشر المشروعات الصغيرة التي تم اختيارها، والتي يبلغ عددها 23 مشروعًا، في نطاق جغرافي واسع يغطي مختلف محافظات مصر. تمتد هذه المشاريع من محافظتي القاهرة والجيزة، وصولًا إلى محافظات صعيد مصر مثل المنيا وسوهاج والأقصر وأسوان، وأيضًا الشرقية وبورسعيد، وحتى الواحات الداخلة النائية، مما يؤكد شمولية الدعم ووصوله إلى أبعد النقاط الجغرافية.

اقرأ أيضًا: عاجل.. وزير الزراعة: لا وباء في الثروة الداجنة ونسب النفوق طبيعية ولا تتجاوز 6%

تتشارك جميع هذه المبادرات في هدف مشترك وواضح: تحسين الظروف المعيشية للمجتمعات المهمشة في مصر. تسعى السفارة الألمانية من خلال هذا الدعم إلى إحداث تأثير إيجابي ومستدام على حياة الأفراد والأسر في المناطق الأكثر احتياجًا، مما يعزز قدرتهم على بناء مستقبل أفضل وتحقيق تنمية ذاتية شاملة.

مشاريع رائدة تغير حياة المجتمعات

استضافت السفارة الألمانية بالقاهرة حفل تسليم الشيكات الرمزية للمنظمات الشريكة، حيث رحب السفير شولتس بممثلي ثلاث منظمات نموذجية. تعكس هذه النماذج المختارة التنوع والابتكار في المشاريع المدعومة، وتجسد الأثر المباشر والملموس لهذا الدعم على حياة المستفيدين، مؤكدة على فعالية الشراكة بين السفارة والمجتمع المدني الفاعل في مصر.

تتصدر “مؤسسة أهل مصر” قائمة المشاريع النموذجية، حيث ستستخدم المنحة لتجهيز مركز تعليمي رقمي متطور. يهدف هذا المركز إلى التمكين الرقمي للناجين من الحروق، ومساعدتهم على إعادة الاندماج الكامل في المجتمع عبر تدريب مهني ورقمي مصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الفردية، وذلك بناءً على خبرة المؤسسة التي تتجاوز عقدًا من الزمان في علاج ضحايا الحروق وتأهيلهم.

في صعيد مصر، تعمل منظمة “حياة أفضل” بالتعاون الوثيق مع الشريك الألماني “Freunde helfen Luxor e.V.” على تحسين حياة الأسر الضعيفة في محافظة الأقصر منذ عام 2021. ستسهم المنحة المقدمة للمنظمة في توسيع وتأثيث روضة أطفال في قرية البعيرات، مما يوفر مساحات تعليمية آمنة ومحفزة للأطفال ويعزز فرصهم المستقبلية في الحصول على تعليم جيد ومستقر.

بالإضافة إلى ذلك، في محافظة الشرقية، ستستخدم “جمعية شباب الشرقية للتنمية” المنحة لبناء منشأة متخصصة لإعادة التدوير. تركز هذه المنشأة على تحويل المخلفات الزراعية إلى علف للحيوانات، مما يدعم سبل عيش صغار المزارعين ويقدم حلولًا زراعية مستدامة تسهم في حماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي بشكل مبتكر ومستدام، لتحقيق قيمة مضافة للمجتمع والبيئة على حد سواء.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *