كارثة صامتة.. مواد سامة في مياه الشرب قد تسبب السرطان والعقم لملايين الأمريكيين

حذرت دراسة حكومية أمريكية حديثة، نُشرت في مجلة Science، من أن حوالي 100 مليون أمريكي يعيشون في مناطق قد تكون إمدادات المياه فيها ملوثة بمواد كيميائية سامة تُعرف بـ “المواد الأبدية” (PFAS). ترتبط هذه المواد بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والعقم وتشوهات الأجنة، مما يثير مخاوف صحية واسعة النطاق على المستوى الوطني.

المواد الأبدية: ما هي ومخاطرها الصحية؟

المواد الأبدية، المعروفة باسم PFAS، هي مواد صناعية استخدمت على نطاق واسع منذ أربعينيات القرن الماضي في صناعات متعددة. تدخل هذه المواد في تصنيع أواني الطهي غير اللاصقة، والملابس المقاومة للبقع، بالإضافة إلى معدات مكافحة الحرائق، نظراً لخصائصها الفريدة في مقاومة الماء والدهون.

تُعرف هذه المواد بـ “الأبدية” لأنها تتميز بقدرتها الفائقة على عدم التحلل في البيئة أو داخل جسم الإنسان. يؤدي هذا الثبات الكيميائي إلى تراكمها في الأنسجة الحيوية مع مرور الوقت، مما يجعلها تشكل خطراً صحياً مستمراً على المدى الطويل ويزيد من تعرض الأفراد لمخاطرها المتراكمة.

اقرأ أيضًا: مفاجأة كبرى.. تامر حسني والشامي في حفل ضخم بمهرجان العلمين الجديدة 25 يوليو

انتشار المواد الأبدية في مياه الشرب الأمريكية

كشفت نتائج الدراسة التي قام بها الباحثون أن ما بين 71 إلى 95 مليون شخص في الولايات المتحدة يعتمدون على مصادر مياه تحتوي على المواد الأبدية (PFAS). وتعد ولايات فلوريدا وكاليفورنيا وميشيغان الأكثر تأثرًا من حيث العدد الإجمالي للسكان الذين يتعرضون لتلوث المياه بهذه المواد الخطرة.

في الوقت نفسه، تصدرت ولايتا ماساتشوستس وواشنطن العاصمة القائمة من حيث النسبة المئوية للسكان المتأثرين بتلوث مياه الشرب بالمواد الأبدية. كما سجلت منطقة Biscayne Principal Aquifer في جنوب فلوريدا أعلى تركيز لهذه المواد الكيميائية في عينات مياه الشرب التي تم تحليلها، مما يشير إلى بؤر تلوث عالية.

لإجراء هذه الدراسة، جُمعت عينات من آبار خاصة وشبكات مياه صغيرة في الفترة ما بين 2019 و2022. شملت مصادر المياه التي تم فحصها المناطق المحيطة بالمطارات، ومصانع طلاء المعادن، ومرافق التدريب على الحرائق، بالإضافة إلى مواقع الدفاع الوطني، وهي جميعها أماكن يُحتمل أن تكون مصدراً لتسرب هذه المواد. استخدم العلماء خوارزميات تعلم آلي متطورة لتحليل البيانات وتوقع مدى انتشار المواد الأبدية PFAS في المياه الجوفية بجميع أنحاء الولايات المتحدة، مما ساعد في رسم صورة شاملة للمشكلة.

اقرأ أيضًا: اكتشاف من الجنة.. شجرة واحدة تثمر 40 نوع فاكهة تثير ذهولاً واسعاً في السعودية

تأثيرات التعرض طويل الأمد لمادة PFAS

وفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، فإن التعرض طويل الأمد للمواد الأبدية PFAS يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشكلات الصحية الخطيرة. تشمل هذه المخاطر زيادة احتمالية الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان البروستاتا والكلى والخصية، مما يثير قلقاً كبيراً بين المختصين في مجال الصحة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التعرض لمادة PFAS سلبًا على الخصوبة عند النساء، وقد يتسبب في تأخر النمو البدني والمعرفي لدى الأطفال. ترتبط هذه المواد أيضاً بخلل في الهرمونات، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مناعية مزمنة، ويضعف قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى والأمراض المختلفة، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للأمراض.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *