يعد شرب المياه المثلجة في الصيف عادة شائعة تبدو منعشة، لكنها تحمل مخاطر صحية محتملة على الجسم. من اضطرابات الهضم وتشنجات المعدة إلى تهيج الحلق وضعف المناعة المؤقت، ينصح الخبراء بتناول الماء بدرجة حرارة معتدلة لضمان ترطيب فعال وآمن خلال الأجواء الحارة.
تأثير الماء المثلج على الجهاز الهضمي والمناعة
تؤثر المياه المثلجة بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، حيث تتسبب في انقباض الأوعية الدموية المحيطة به. هذا الانقباض يعيق تدفق الدم الطبيعي، مما يبطئ عملية الهضم بشكل ملحوظ ويؤدي إلى شعور بالانتفاخ أو الإصابة بالمغص المؤلم. يجب الانتباه لتأثير درجة حرارة الماء على كفاءة الجهاز الهضمي خلال فصل الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تناول الماء المثلج بكميات كبيرة أو بسرعة، خاصة بعد التعرق الشديد أو ممارسة الجهد البدني، إلى تشنجات مفاجئة في المعدة. يحدث ذلك نتيجة لصدمة حرارية يتعرض لها الجهاز الهضمي، مما يسبب انقباضات عضلية مؤلمة وغير مريحة. لذا، ينبغي الحذر عند اختيار درجة حرارة الماء بعد النشاط البدني.
كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الماء البارد قد يؤثر سلبًا على كفاءة الجهاز المناعي بشكل مؤقت. يعتقد أنه يثبط نشاط بعض خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة العدوى، مما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات والبكتيريا. هذا يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في أوقات يكون فيها الجسم بحاجة ماسة للمناعة القوية.
مخاطر الماء البارد على الحلق والدماغ وترطيب الجسم
يسبب التناول المفاجئ للماء شديد البرودة تهيجًا مباشرًا في الحلق والأغشية المخاطية. هذا التهيج يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الحلق أو التهاب اللوزتين، خصوصًا لدى الأطفال الذين يمتلكون جهازًا مناعيًا أكثر حساسية. تعد هذه المشكلة شائعة خلال الصيف إذا لم يتم الانتباه لدرجة حرارة المشروبات.
تُعرف ظاهرة الصداع المفاجئ أو “تجمّد الدماغ” بأنها استجابة عصبية تحدث عند شرب الماء المثلج بسرعة كبيرة. هذا الألم الحاد والمفاجئ في الرأس ينتج عن تحفيز الأعصاب الموجودة في سقف الفم، مما يسبب تقلصًا وتمددًا سريعًا للأوعية الدموية في الرأس. تعد تجربة مزعجة ولكنها عادة ما تكون قصيرة الأمد.
على الرغم من الشعور بالانتعاش، فإن الماء المثلج قد لا يرطب الجسم بكفاءة كافية كما يفعل الماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة. يحتاج الجسم إلى استهلاك طاقة لرفع درجة حرارة الماء المثلج إلى درجة حرارة الجسم قبل أن يتمكن من امتصاصه والاستفادة منه. هذه العملية تقلل من سرعة وكفاءة الترطيب اللازمة في الأجواء الحارة.
نصائح أساسية لشرب الماء بشكل صحي في الصيف
للحفاظ على ترطيب الجسم بشكل صحي وآمن خلال فصل الصيف، ينصح الأطباء بتناول الماء بدرجة حرارة الغرفة أو باردًا بشكل معتدل. هذه الدرجة تساعد الجسم على امتصاص الماء بسرعة وفعالية دون إجهاد الجهاز الهضمي أو التسبب في صدمات حرارية غير مرغوبة. يعتبر اختيار درجة الحرارة المناسبة مفتاحًا لترطيب فعال.
يجب تجنب شرب الماء المثلج مباشرة بعد التعرض الطويل لأشعة الشمس الحارقة أو بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة. في هذه الأوقات، يكون الجسم في حالة تعرق شديد وارتفاع في درجة الحرارة الداخلية، مما يجعل التناول المفاجئ للماء البارد جدًا محفزًا للتشنجات أو الاضطرابات الهضمية. حافظ على فترة راحة قصيرة قبل الشرب.
لضمان أفضل امتصاص وتجنب أي آثار جانبية، من الأفضل شرب الماء على دفعات صغيرة ومتفرقة على مدار اليوم بدلًا من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة. هذه الطريقة تساعد الجسم على استيعاب الماء بفعالية وتمنع إجهاد الكلى أو الجهاز الهضمي. الترطيب المستمر والتدريجي هو الأسلوب الأمثل خلال أيام الصيف الحارة.