دراسة طبية حديثة تُشير إلى أن تناول كمية معتدلة من اللوز يومياً قد يُحدث فرقاً جوهرياً في مكافحة متلازمة الأيض. أظهرت الأبحاث تحسناً ملحوظاً في مستويات الكوليسترول وتقليل مقاومة الإنسولين وخفض محيط الخصر، مما يقدم حلاً غذائياً بسيطاً وفعالاً لتعزيز صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة.
اللوز: إضافة غذائية أساسية لمواجهة متلازمة الأيض
متلازمة الأيض هي حالة صحية معقدة تشمل عدة أعراض خطيرة مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول الضار. تزيد هذه المتلازمة بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. أحدثت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة Nutrition Research، بصيص أمل بتقديم حل غذائي بسيط وفعال لمواجهة هذه التحديات الصحية.
أوصى باحثون بتضمين حوالي 40 جراماً من اللوز يومياً في النظام الغذائي، وذلك بناءً على نتائج تجربة سريرية عشوائية. شارك في الدراسة بالغون يعانون من متلازمة الأيض، حيث أظهرت إضافة اللوز تحسناً كبيراً في مؤشرات صحية حيوية، مما يؤكد دوره الوقائي والعلاجي في دعم الصحة العامة والحد من مضاعفات هذه الحالة.
كيف يُحسّن اللوز صحة قلبك ومحيط خصرك؟
أكدت الدراسة أن تناول اللوز بانتظام لمدة 12 أسبوعاً أسهم بشكل واضح في تحسين مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL) مقارنة بمجموعة التحكم. هذه النتائج تُعد مؤشراً قوياً على قدرة اللوز على دعم صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل خطر الإصابة بالتصلب الشرياني والأمراض المرتبطة به.
بالإضافة إلى ذلك، لوحظ انخفاض متوسط في محيط الخصر لدى المشاركين الذين تناولوا اللوز، بدءاً من الأسبوع الرابع واستمر التحسن حتى نهاية الدراسة. هذا التغيير الإيجابي في محيط الخصر يرتبط مباشرة بتقليل مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، ويسلط الضوء على دور اللوز في إدارة الوزن وتحسين التركيبة الجسمانية.
تأثير اللوز العميق على صحة الأمعاء والالتهابات
لم تقتصر فوائد اللوز على مؤشرات القلب والأيض فقط، بل امتدت لتشمل صحة الأمعاء وتقليل الالتهاب. أظهرت الدراسة تحسناً ملحوظاً في مؤشرات الالتهاب المعوي مثل “fecal calprotectin” و”myeloperoxidase” لدى المشاركين الذين كانت لديهم مستويات التهاب مرتفعة في البداية. هذا يشير إلى أن اللوز يمكن أن يلعب دوراً في تعزيز توازن الجهاز الهضمي وتقليل الالتهابات المزمنة بالجسم.
أوضح الباحثون أن اللوز غني بالدهون الصحية، والمغنيسيوم، والألياف القابلة للذوبان، ومضادات الأكسدة مثل ألفا-توكوفيرول (نوع من فيتامين E)، والنحاس، والبيوتين. هذه المكونات الغذائية المتعددة تجعله عنصراً فعالاً في دعم الوظائف الحيوية للجسم، وتحسين الاستجابة الأيضية، بالإضافة إلى تعزيز مستويات فيتامين E في الدم، والذي يرتبط بتحسين مستويات الكوليسترول.