تحذير.. الذكاء الاصطناعي يتيح للهاكرز إنشاء مواقع مزيفة لا يمكن تمييزها عن الأصلية

يحذر خبراء الأمن السيبراني من تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى أداة خطيرة بيد مجرمي الإنترنت، حيث بات القراصنة يستخدمون تقنياته لإنشاء مواقع تصيد احتيالية شديدة الاحترافية. تستغرق العملية أقل من 30 ثانية فقط، مما يصعب اكتشاف هذه الهجمات ويزيد من مخاطر سرقة بيانات المستخدمين بشكل كبير، وفقًا لشركة أوكتا الرائدة في إدارة الهوية.

الذكاء الاصطناعي: أداة جديدة للقراصنة

أفادت شركة أوكتا المتخصصة في إدارة الهوية بأن مجرمي الإنترنت يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء مواقع تصيد مقلدة بشكل فوري. يقوم المهاجمون بذلك بخطوات بسيطة لا تستغرق أكثر من نصف دقيقة، مما يمثل تطورًا خطيرًا في أساليب الهجمات السيبرانية التقليدية. هذه المواقع المقلدة باتت أكثر احترافية ويصعب تمييزها عن الأصلية.

وقالت أوكتا إن قراصنة الإنترنت لجأوا إلى أداة الذكاء الاصطناعي “v0” التابعة لمنصة فيرسيل (Vercel) لإنشاء صفحات تسجيل دخول مزيفة تهدف إلى سرقة بيانات المستخدمين. يكفي إدخال أوامر بسيطة مثل “أنشئ نسخة من أوكتا” لإنتاج هذه الصفحات الاحتيالية، ما يسرع من عملية الهجوم بشكل كبير وغير مسبوق.

اقرأ أيضًا: انتبه.. كيف تكتشف التطبيقات المزيفة وتمنعها من اختراق هاتفك

هجمات خاطفة: موقع تصيد في ثوانٍ

رصد الباحثون عددًا كبيرًا من هذه الصفحات الاحتيالية ضمن شبكة فيرسيل، مستهدفة عملاء أوكتا ومنصات أخرى مثل مايكروسوفت 365 وخدمات العملات المشفرة. تُعد هذه التقنية تطورًا خطيرًا مقارنة بالأساليب التقليدية لهجمات التصيد، فبدلاً من استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة رسائل بريد إلكتروني فقط، أصبح بإمكان المهاجمين الآن بناء موقع تصيد كامل من الواجهة الأمامية إلى البنية التحتية الخلفية في ثوانٍ معدودة.

الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه الظاهرة، بحسب الخبراء، هو سرعة التنفيذ الفائقة. عملية إنشاء الموقع الاحتيالي بالكامل لا تستغرق سوى 30 ثانية فقط، مما يزيد من صعوبة رصدها واحتوائها في الوقت المناسب قبل أن تتسبب في أضرار واسعة النطاق للمستخدمين والشركات على حد سواء.

كيف تحمي نفسك من التصيد المتقدم؟

في استجابة سريعة للتهديد المتزايد، أعلنت شركة فيرسيل أنها أزالت المواقع المزيفة التي تم الإبلاغ عنها من منصتها. تعمل فيرسيل حاليًا مع شركة أوكتا لتسهيل آليات الإبلاغ عن إساءة الاستخدام عبر منصتها، في محاولة للحد من انتشار هذه الهجمات المتطورة والتعاون على مكافحة التهديدات السيبرانية الناشئة باستمرار.

اقرأ أيضًا: تحول.. المقاتلة الصينية «جيه-20 إس» تقلب موازين القوى الجوية

أشارت أوكتا إلى أنه لا توجد حتى الآن أدلة على تسريب بيانات اعتماد من تلك المواقع المقلدة التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لاحظت الشركة تزايدًا في ظهور نطاقات تصيد جديدة، مما يدل على استمرار المهاجمين في تجريب هذا الأسلوب المتطور وتطويره بشكل دائم بحثًا عن ضحايا جدد.

بخلاف المواقع التقليدية السيئة التصميم والروابط المشبوهة، أصبحت مواقع التصيد الناتجة عن الذكاء الاصطناعي أكثر احترافية وموثوقية في مظهرها. تتميز هذه المواقع بتصميمات مصقولة وشعارات دقيقة يصعب تمييزها عن الأصلية، مما يزيد من صعوبة اكتشافها من قبل المستخدمين غير المتخصصين.

لهذا السبب، توصي أوكتا المستخدمين بالتخلي عن كلمات المرور تمامًا والاعتماد على تقنيات أكثر أمانًا لمواجهة هذه التحديات المتطورة. من بين هذه التقنيات، ينصح باستخدام “المفاتيح الرقمية” (Passkeys) أو “القياسات الحيوية” مثل بصمات الأصابع والوجه، كوسيلة قوية للحماية من هذه الهجمات الإلكترونية المتطورة والحد من مخاطر سرقة البيانات.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *