سيطرت فرق الحماية المدنية بالقاهرة، على مدار يومين، على حريق هائل شب في سنترال رمسيس بمنطقة الأزبكية وسط العاصمة المصرية، والذي أسفر عن مصرع أربعة عاملين بوزارة الاتصالات وإصابة سبعة وعشرين آخرين. تواصل الفرق حاليًا عمليات التبريد المكثفة لمنع تجدد اشتعال النيران، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق لكشف ملابسات الحادث وأسبابه.
تفاصيل الحريق وأضراره
اندلع الحريق مساء يوم الاثنين، تحديدًا في المكاتب الإدارية الواقعة بالطابق السابع من مبنى سنترال رمسيس، وأشارت المعاينة الأولية إلى أن ماسًا كهربائيًا كان السبب وراء اشتعال النيران. امتد الحريق بشكل سريع ليطال عددًا من الطوابق الأخرى، مسببًا خسائر كبيرة في المنشأة.
دفعت إدارة الحماية المدنية بوزارة الداخلية بقوات مكثفة للتعامل مع الموقف، حيث تم الدفع باثنتي عشرة سيارة إطفاء بالإضافة إلى سلمي هيدروليكي لموقع الحادث. قامت الأجهزة المعنية على الفور بفصل التيار الكهربائي والغاز عن المبنى لمنع تفاقم الكارثة وتمدد ألسنة اللهب إلى المباني المجاورة التي قد تتأثر.
انتشرت سيارات الإطفاء في محيط المبنى، وتم الاستعانة بخزانات مياه استراتيجية سعة خمسة وثلاثين طنًا، كما طلبت الحماية المدنية دعمًا من سيارات مياه شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى لضمان استمرار إمداد المياه. هدفت هذه الجهود المكثفة للسيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس ومنع انتقال النيران إلى بقية طوابق المبنى.
جهود السيطرة على النيران
تمركزت ثماني سيارات إسعاف بالقرب من موقع الحريق تحسبًا لنقل المتوفين والمصابين جراء النيران المشتعلة. انتقلت قيادات بارزة من مديرية أمن القاهرة والمحافظة إلى موقع الحادث، حيث أشرفوا بشكل مباشر على عمليات الإطفاء وتابعوا التطورات أولًا بأول لضمان تنسيق الجهود والتعامل الفعال مع الأزمة.
تمكنت فرق الحماية المدنية من إخماد الحريق في الطابق السابع بعد نحو ثلاثة عشر ساعة من الجهود المضنية والمتواصلة التي بذلتها فرق الإطفاء. مع ذلك، تجدد اشتعال النيران ثلاث مرات متتالية أثناء عمليات التبريد، مما استدعى تكرار الجهود للسيطرة الكاملة وضمان عدم عودة النيران.
تسببت كثافات مرورية كبيرة في الطرق الرابطة بين محافظتي القاهرة والجيزة، وشمل ذلك كوبري أكتوبر وكوبري 15 مايو، بالإضافة إلى مناطق وسط المدينة. أجرى رجال المرور تحويلات مرورية ضرورية أمام حركة المركبات لتسهيل عمليات الإطفاء وتقليل الازدحام لحين الانتهاء من إخماد الحريق بالكامل.
النيابة العامة تتحرك وتفاصيل التحقيقات
باشرت النيابة العامة التحقيق بشكل فوري في حريق سنترال رمسيس، حيث انتقل فريق متخصص من النيابة العامة بشمال القاهرة لمعاينة موقع الحريق على الطبيعة. شملت المعاينة جمع الأدلة الأولية وتوثيق آثار الحريق لتحديد ملابساته بشكل دقيق.
قررت النيابة العامة انتداب خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات من موقع الحادث، بالإضافة إلى فحص الأدلة المادية لبيان أسباب اندلاعه وتحديد نقطة البداية بشكل علمي. كما كلفت النيابة الأجهزة الأمنية بإجراء تحريات موسعة حول الواقعة ومناقشة شهود العيان الذين كانوا متواجدين لحظة اندلاع الحريق للحصول على إفاداتهم.
أمرت النيابة العامة بالتصريح بدفن أربعة من موظفي الشركة المصرية للاتصالات الذين لقوا مصرعهم في الحريق، حيث كانوا متواجدين في موقع عملهم لحظة وقوع الحادث الأليم. شكلت النيابة لجنة هندسية متخصصة لبيان مدى تأثر مبنى سنترال رمسيس من الحريق الذي نشب به، كما وجهت بسرعة إزالة الآثار والركام التي نتجت عن الحريق لتمهيد الطريق لتقييم الأضرار بشكل كامل.