أطلقت شركة Nothing هاتفها الجديد Nothing Phone 3، بسعر حوالي 960 دولارًا، متجاوزًا التوقعات السابقة. لم يقتصر الجدل على السعر فحسب، بل امتد ليشمل التصميم غير التقليدي للهاتف، خاصة موضع الكاميرات غير المتناسق وواجهة الإضاءة الجديدة المسماة Glyph Matrix، مما أثار انقسامًا واسعًا بين المستخدمين.
تصميم Nothing Phone 3 يثير الجدل: ما القصة؟
وصل هاتف Nothing Phone 3 إلى الأسواق بتصميم جريء يختلف عن المألوف، وهو ما أثار نقاشات حادة بين عشاق التكنولوجيا. جاء هذا التصميم بأسلوب غير متوقع، خصوصًا فيما يتعلق بترتيب الكاميرات الخلفية التي بدت غير متناسقة، بالإضافة إلى إدخال واجهة الإضاءة المبتكرة Glyph Matrix التي تهدف لتقديم تجربة بصرية جديدة. هذه التغييرات الجذرية لم تلق قبولًا موحدًا.
يعتبر البعض أن هذه اللمسات التصميمية تعكس روح الابتكار التي تسعى Nothing لترسيخها في سوق الهواتف الذكية. يرى هؤلاء أن التصميم الجريء يمكن أن يكون ميزة تنافسية تميز الهاتف عن غيره من الأجهزة التقليدية. ومع ذلك، هناك فئة كبيرة من المستخدمين والمحللين أبدت تحفظها على هذه الخيارات، معتبرة إياها غير عملية أو غير جذابة من الناحية الجمالية.
بالإضافة إلى التصميم المثير للجدل، جاء سعر Nothing Phone 3 أعلى مما توقعه الكثيرون. هذا السعر، البالغ حوالي 960 دولارًا، يضعه في فئة الهواتف الرائدة ويجعله ينافس بقوة أجهزة أخرى معروفة في السوق. يضاف عامل السعر إلى الجدل الدائر حول التصميم، مما يجعل الهاتف محط أنظار ومراقبة لمعرفة مدى نجاحه في استقطاب المستخدمين.
تصاميم هواتف بدأت غريبة ثم أصبحت معايير
شهد تاريخ الهواتف الذكية العديد من النماذج التي واجهت انتقادات حادة عند إطلاقها بسبب تصاميمها غير المألوفة. هذه التصاميم، التي وصفت بالغريبة أو غير التقليدية في البداية، تحولت بمرور الوقت إلى معايير مقبولة، بل وحتى رائجة ومطلوبة في عالم الهواتف. هذا النمط يشير إلى أن الابتكار الجريء قد يحتاج وقتًا ليتم استيعابه وقبوله جماهيريًا.
كان هاتف iPhone 11 Pro أول هاتف من آبل يقدم تصميم الكاميرات الثلاثية المرتبة على شكل مثلث في الزاوية العلوية اليسرى. هذا النمط أصبح يميز سلسلة الـ Pro منذ ذلك الحين، رغم أن التصميم واجه وقتها موجة من السخرية والميمز، حيث شبهه البعض بـ “موقد الغاز”. اليوم، أصبح هذا التصميم مقبولاً ومحبوبًا، واستمر في الظهور من iPhone 12 Pro وحتى iPhone 16 Pro، ويقال أيضًا إن هذا التصميم يساعد في تقديم تجربة انتقال ناعم بين العدسات أثناء التصوير.
قدم هاتف iPhone X الشق العلوي “Notch” لأول مرة، والذي ضم مستشعرات Face ID بعد التخلي عن Touch ID. في ذلك الوقت، اعتبر هذا القطع في الشاشة خطوة جريئة وغريبة، لكن آبل كانت من أوائل الشركات التي طبقته. سرعان ما تبعتها شركات أندرويد في اعتماد تصميم النوتش، الذي استمر وجوده حتى iPhone 14، قبل أن يتحول إلى Dynamic Island في الطرازات الأحدث، ليظل عنصرًا تصميميًا محوريًا مكن Face ID من الظهور على نطاق واسع.
جاء هاتف Nothing Phone (1) بتصميم أثار الجدل عند إطلاقه تمامًا مثل Nothing Phone 3. كان يحمل ظهرًا شفافًا يظهر مكونات الهاتف الداخلية مثل البراغي والكابلات، وهو ما لم يكن مألوفًا في عالم الهواتف. لكن هذا الأسلوب سرعان ما أصبح الهوية البصرية الفريدة لشركة Nothing، وتم تطبيقه في أجهزة أخرى مثل السماعات اللاسلكية. بمرور الوقت، بات هذا الشكل مرغوبًا لمن يبحثون عن التميز في التصميم.
أطلق مؤسس أندرويد أندي روبن هاتف Essential PH-1 بمواد فاخرة مثل السيراميك والتيتانيوم قبل أن تستخدمها آبل لاحقًا. تميز الهاتف بتصميم بسيط ومسطح، وبدون أي بروز للكاميرا، مع واجهة أمامية تحتوي على شق قطرة الماء وشاشة خالية تقريبًا من الإطارات. هذا الهاتف سبق في استخدام الشكل المسطح لكثير من الشركات، حتى قبل أن تعتمده آبل رسميًا مع iPhone 12 Pro، لكنه ربما كان متقدمًا على عصره أكثر من اللازم، مما جعله لا يحقق الانتشار المتوقع.
هل يعيد Nothing Phone 3 كتابة قواعد التصميم؟
يُظهر تاريخ الهواتف الذكية أن التصاميم التي تثير الجدل في البداية غالبًا ما تتحول إلى مألوفة بمرور الوقت. بل إن بعض هذه التصاميم تصبح لاحقًا هي الاتجاه السائد في السوق وتتبناها شركات أخرى. هذا النمط المتكرر يقدم سابقة قوية لما قد يحدث مع Nothing Phone 3، الذي يواجه اليوم تحديات مشابهة لتلك التي واجهتها هواتف رائدة أخرى في الماضي.
على الرغم من الانتقادات الموجهة لتصميم Nothing Phone 3 الحالي، فإن هذه السابقة التاريخية توحي بأن تصميم الهاتف قد يجد طريقه نحو القبول الواسع في المستقبل. قد يتحول المظهر غير التقليدي للكاميرات وواجهة Glyph Matrix إلى سمة مميزة، تلقى الإشادة بدلاً من النقد. شركة Nothing تستثمر في الجرأة التصميمية، وتراهن على أن رؤيتها ستغير تصورات المستهلكين على المدى الطويل.
يعتمد نجاح Nothing Phone 3 في تغيير قواعد اللعبة على عدة عوامل، منها الأداء العام للهاتف وجودة تجربة المستخدم. إذا تمكن الهاتف من تقديم تجربة سلسة وموثوقة، فقد يغض المستخدمون الطرف عن الجدل الأولي حول التصميم. قد يصبح هذا التصميم في النهاية رمزًا لعلامة تجارية تسعى لتقديم شيء مختلف ومبتكر، بعيدًا عن النمطية السائدة في صناعة الهواتف الذكية.