يستعد الدكتور عمر المعتز بالله لتقديم عمل مسرحي فريد بعنوان “التحنيط” عند القدماء المصريين، يكشف من خلاله أسرار هذا الفن العريق بطريقة درامية تفاعلية. يهدف العرض، المستوحى من محاضراته التوعوية، إلى تعريف الجمهور بتقنيات التحنيط ودوافعه الدينية، مقدمًا تجربة ثقافية غنية تدمج التعليم بالترفيه وتبرز عمق الحضارة المصرية القديمة.
فكرة العرض: من المحاضرات إلى المسرح
كشف الدكتور عمر المعتز بالله، في تصريح خاص، عن التحضير لعرض مسرحي مبتكر بعنوان “التحنيط” عند القدماء المصريين، والمقرر تقديمه خلال الشهر الحالي. استلهم الدكتور عمر فكرة هذا العرض من خلال تقديمه للعديد من المحاضرات العامة الهادفة إلى التوعية بالحضارة المصرية القديمة، حيث لفت انتباهه أن فن التحنيط يمثل جزءًا مهمًا لا يعرف تفاصيله الكثيرون من الجمهور، مما دفعه إلى التفكير في طريقة جديدة لتقديمه.
قدم الدكتور عمر محاضرات مكثفة حول فن التحنيط، مركزًا على الأسباب والدوافع التي جعلت المصريين القدماء يمارسون هذا الفن، وكيف ارتبط بشكل وثيق بالديانة المصرية القديمة ونظرية الارتحال إلى العالم الآخر. خلال هذه المحاضرات، تبلورت لديه فكرة تحويل المعلومات التاريخية والعلمية عن التحنيط إلى قالب درامي مسرحي جذاب، ما يمثل خطوة رائدة في تقديم هذا الموضوع على خشبة المسرح لأول مرة.
تجربة مسرحية فريدة: طقوس ودراما وتفاعل
صمم العرض المسرحي “التحنيط” ليقدم تجربة متكاملة تجمع بين الجانب النظري والمعلوماتي والجزء الدرامي التفاعلي. سيحتوي العرض على شرح مفصل لجميع طقوس التحنيط القديمة، مع تقديم جزء درامي يتضمن تلاوة للتعاويذ المصرية القديمة، ما يضفي عليه طابعًا أصيلًا ومثيرًا. يهدف العرض إلى إشراك الجمهور بشكل فعال في هذه الطقوس ليصبحوا جزءًا لا يتجزأ من التجربة، مما يعزز فهمهم واستيعابهم لعمق الحضارة المصرية.
كما أثنى الدكتور عمر المعتز بالله على الدور المحوري للدكتورة هدى عبد العزيز، مديرة المشروع، معبرًا عن شكره العميق لدعمها وإيمانها بالفكرة منذ البداية. لقد كانت الدكتورة هدى المحرك الأساسي لعملية التنفيذ، مما ساعد في تحويل الرؤية إلى حقيقة على خشبة المسرح. هذا التعاون يجسد الجهود المبذولة لتقديم عمل فني وثقافي استثنائي يخدم التراث المصري.
الدكتور عمر المعتز بالله: مسيرة في خدمة التراث
يعتبر الدكتور عمر المعتز بالله شخصية أكاديمية وثقافية بارزة، فهو محاضر وكاتب ومدير ثقافي مصري يتمتع بتخصص عميق في تراث وتاريخ وفلسفة الفن المصري القديم وعلومه المتعددة. له بصمات واضحة في تأليف العديد من الكتب والمقالات والأبحاث العلمية، خاصة في مجالات الاقتصاد الثقافي وتنمية الموارد التراثية والمعرفية، مما يعكس اهتمامه بالجانب التطبيقي للتراث.
كما يمتلك الدكتور عمر سجلًا حافلًا بالفعاليات والمحاضرات العامة في ميادين الفنون والإدارة والعلوم التاريخية الجيوسياسية، وكلها تركز على نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة. يسعى من خلال جهوده المتواصلة إلى تعزيز الفهم والتقارب الثقافي بين المصري المعاصر والمصري القديم، مؤكدًا على الدور الرئيسي للتراث كمحرك فعال للتنمية والنمو والتطوير والتغيير الإيجابي في المجتمع.