يصادف اليوم ذكرى رحيل الفنانة القديرة رجاء الجداوي، أيقونة الأناقة والرقي، التي تركت بصمة فنية عميقة بأدائها المميز وابتسامتها الصافية. امتدت مسيرتها الذهبية لأكثر من ستة عقود، مقدمة خلالها مئات الأعمال الخالدة في السينما والتلفزيون والمسرح، محفورة اسمها بوضوح في قلوب الجمهور العربي.
تُخلّد اليوم ذكرى رحيل الفنانة رجاء الجداوي، التي اشتهرت بكونها أيقونة للأناقة والرقي على مدار عقود طويلة. استطاعت الجداوي، بأدائها الهادئ وابتسامتها الصافية وذوقها الرفيع، أن تحفر اسمها بقوة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي. نشأت الفنانة الراحلة في بيئة فنية خالصة، كونها ابنة شقيقة الفنانة الاستعراضية الكبيرة تحية كاريوكا، ما أثرى موهبتها الفنية منذ الصغر.
من ملكة جمال إلى أيقونة الشاشة
بدأت الفنانة رجاء الجداوي مسيرتها المهنية بعيدًا عن الأضواء، حيث عملت مترجمة في إحدى شركات الإعلان المعروفة. لكن الأقدار قادتها سريعًا نحو الشهرة، عندما تُوّجت بلقب ملكة جمال القطن المصري عام 1958، وهو الحدث الذي فتح لها أبواب عالم الموضة على مصراعيها، لتختارها كبرى بيوت الأزياء كعارضة متميزة.
وفي العام ذاته، شهدت رجاء الجداوي دخولها عالم التمثيل لأول مرة من خلال مشاركتها في فيلم “غريبة”، لتنطلق بذلك مسيرة فنية ذهبية امتدت لأكثر من ستة عقود متواصلة. قدمت خلال هذه الفترة ما يزيد عن 300 عمل فني متنوع، شملت أدوارًا بارزة في السينما والتلفزيون والمسرح، مما جعلها من أكثر الفنانات إنتاجًا.
رحلة فنية حافلة بالنجاحات
سطّرت رجاء الجداوي تاريخًا فنيًا غنيًا ومليئًا بالأعمال الخالدة، فقد ظهرت إلى جانب كبار النجوم في العديد من الأفلام المصرية التي لا تزال محفورة في الذاكرة. من أبرز هذه الأعمال السينمائية “إشاعة حب”، “عصابة حمادة وتوتو”، “حدوتة مصرية”، “البيه البواب”، “حنفي الأبهة”، “السلم والثعبان”، “تيمور وشفيقة”، “بوبوس”، “بنات العم”، و”توأم روحي”، التي أظهرت تنوع أدائها الفني.
وعلى صعيد الدراما التلفزيونية، تألقت الجداوي في مجموعة كبيرة من المسلسلات التي حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، منها “أحلام الفتى الطائر”، “هند والدكتور نعمان”، “العائلة”، و”الرجل الآخر”. كما لفتت الأنظار بشدة في مسلسلات “عائلة الحاج متولي”، “جراند أوتيل”، “عوالم خفية”، و”طلعت روحي”، مؤكدة حضورها القوي على الشاشة الصغيرة.
لم يقتصر تألقها على الشاشة الكبيرة والصغيرة فحسب، بل امتد ليشمل خشبة المسرح، حيث قدمت أعمالًا مسرحية مميزة. من أبرز أدوارها المسرحية كانت مشاركتها مع الزعيم عادل إمام في مسرحيتي “الواد سيد الشغال” و”الزعيم”، والتي حظيت بإقبال جماهيري كبير وتعد من كلاسيكيات المسرح العربي.
رجاء الجداوي: نجمة الفوازير الخفية
لا يدرك الكثيرون أن رجاء الجداوي كانت أيضًا نجمة بارزة في عالم الفوازير خلال فترة الثمانينيات الذهبية. فقد شاركت في “فوازير المناسبات” إلى جانب الفنان الكبير يحيى الفخراني، في تجربة فنية فريدة تناولت مناسبات اجتماعية متنوعة بأسلوب استعراضي مرح وجذاب للجمهور.
تناولت فوازير المناسبات في حلقاتها سؤالًا يوميًا يدور حول مناسبة اجتماعية معينة، يتم تجسيدها وتمثيلها من خلال قصة كوميدية شيقة. وفي نهاية كل حلقة، كان يتم تقديم استعراض مبهر يخص تلك المناسبة، مما أضاف عنصر التشويق والمتعة للمشاهدين.
ضمت الفوازير كوكبة من النجوم المصريين بجانب رجاء الجداوي ويحيى الفخراني، منهم هالة فؤاد، صابرين، محمد رضا، حسن الشربيني، ولطفي، مما أضاف ثراءً للعمل. كانت الفكرة والتأليف ليوسف عوف، بينما تولى إخراج هذا العمل الفني المميز المخرج الكبير فهمي عبد الحميد، لتصبح جزءًا لا يُنسى من تاريخ التلفزيون المصري.