تُعد التونة خيارًا غذائيًا شائعًا بفضل غناها بالبروتينات وأحماض أوميجا 3 المفيدة للقلب والدماغ. لكن الإفراط في استهلاكها يحوّلها إلى خطر صحي صامت، لما قد تسببه من تسمم بالزئبق ومخاطر على فئات معينة، إضافة إلى تأثيرات سلبية أخرى على الصحة العامة والتوازن الغذائي.
الزئبق وخطر السمية العصبية
تحتوي التونة، خاصة الأنواع الكبيرة مثل الباكور والتونة الزرقاء، على مستويات مرتفعة من الزئبق. يتراكم هذا المعدن الثقيل في الجسم مع الاستهلاك المتكرر، مما يؤدي إلى مشاكل عصبية خطيرة. تشمل هذه المشاكل أعراضًا مثل الصداع المتكرر، وضعف الذاكرة، وربما الإصابة بالرعشة، ما يؤكد ضرورة الانتباه لكمية التونة المتناولة.
تأثير التونة على الفئات الحساسة وصحة القلب
تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) النساء الحوامل والأطفال بتقليل استهلاك التونة بشكل كبير. يعود السبب في ذلك إلى أن الزئبق قد يؤثر سلبًا على النمو السليم للجهاز العصبي لدى الجنين أو الطفل، مما يشكل خطرًا على تطورهم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض أنواع التونة المعلبة على كميات كبيرة من الصوديوم (الملح)، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد بدوره من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكلى على المدى الطويل.
التوازن الغذائي والملوثات الخفية
الاعتماد المفرط على التونة كمصدر رئيسي للبروتين قد يؤدي إلى سوء التوازن الغذائي. يمكن أن يتسبب ذلك في نقص عناصر غذائية أساسية أخرى يحتاجها الجسم، مثل الحديد وفيتامين B12، مما ينعكس سلبًا على الصحة العامة ومستويات الطاقة. علاوة على ذلك، قد تحتوي بعض أنواع التونة على ملوثات صناعية خطيرة مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) والديوكسينات، والتي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مع التعرض المستمر لها.
يُنصح بتناول التونة بحد أقصى مرتين في الأسبوع، مع الحرص على اختيار الأنواع المعروفة بانخفاض مستوى الزئبق فيها. يجب دائمًا تناول التونة كجزء من نظام غذائي متنوع ومتوازن يضمن حصول الجسم على جميع العناصر الغذائية الضرورية لصحته وحيويته.